وإذا عطف على أسماء الأحرف المشبّهة بالأفعال نصب المعطوف سواء وقع قبل الخبر أو بعده ، نحو : «إنّ سليما وخليلا قائمان» أو إنّ سليما قائم وخليلا.
على أنّه إذا وقع المعطوف بعد الخبر جاز فيه أيضا الرّفع على أنه مبتدأ محذوف الخبر ، وذلك بعد : إنّ ، وأنّ ولكنّ (١).
نحو : «إنّ سعيدا قائم وسعد» أي وسعد كذلك.
و «أنّ» المفتوحة الهمزة تسبك مع خبرها بمصدر مضاف إلى اسمها ، فتقدير قولك : يعجبي أنّك مجتهد يعجبني اجتهادك.
وأمّا «إنّ» المكسورة الهمزة ، فإنّها لا تغيّر حكم الجملة بدخولها عليها.
فيجب كسر همزة «إنّ» إذا حلّت محل الجملة ، حيث لا يصحّ أن تؤّوّل مع ما بعدها بمصدر يسدّ مسدّها ، ومسدّ معموليها.
ويجب فتحها إذا حلّت محلّ المفرد ، حيث يجب أن تؤوّل مع ما بعدها بمصدر يسدّ مسدّها ، ومسدّ معموليها.
ويجوز فتحها ، وكسرها حيث يجوز التّأويل بمصدر ، وعدمه.
__________________
الشباب على أنه اسمها و «ليتما الشباب يعود» برفعه على أنه مبتدأ ، والأرجح إعمالها ، وبقاؤها مختصة بالجمل الاسمية.
ومتى لحقت «ما» هذه الأحرف تكفّها عن العمل وتهيئها للدخول على الجمل الفعلية ، نحو : (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) و (كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ.) وإذا لم تكن ما الواقعة بعد هذه الأحرف زائدة بل كانت اسما موصولا نحو : إنّ ما عند الله باق أو حرفا مصدريا ، نحو : إن ما صبرت جميل أي إن صبرك جميل ، فلا تكفها عن العمل بل تبقى ناصبة الاسم وهو الاسم الموصول في الأول ، والمصدر المسبوك من «ما» وما بعدها في الثاني ، ورافعه الخبر في الموضعين. وتكتب حينئذ «ما» منفصلة ـ بخلاف «ما» الكافة فإنها تكتب متصلة.
(١) إنما جاز ذلك مع هذه الأحرف لأن «إنّ وأنّ» لتأكيد النسبة الواقعة بين الاسم والخبر فلا تغيران معنى الجملة ، «ولكنّ» لاستدراك ما قبلها فلا تغير شيئا من معنى الجملة أيضا. وأما البواقي من هذه الأحرف فلا يجوز فيها ذلك لأنها تخرج الكلام عن الإخبار بالمسند إلى طلبه أو التشبيه به فينتسخ عنه معنى الابتداء.