وجب نصبه إتباعا لمحلّ المنادى ، نحو : يا سليم أخانا ، ويا تلاميذ كلّهم أو كلّكم (١).
٣ ـ وإذا كان التّابع نعتا مضافا مقترنا بأل ، نحو : يا سعد الأصيل أو الأصيل الرّأي ، أو كان غير مضاف ولا مشبّه بالمضاف ، وهو : نعت ، أو توكيد ، أو عطف بيان ، أو معطوف نسق مقترن بأل جاز فيه وجهان : الرّفع إتباعا للفظ المنادى ، والنّصب إتباعا للمحل فتقول : يا عليّ الكريم الأخلاق أو الكريم الأخلاق ، ويا سليم الكريم أو الكريم ، ويا رجل سليم أو سليما ، ويا خليل والضّيف أو والضّيف ، ويا مصريّون أجمعون ، أو أجمعين.
٤ ـ وأمّا تابع أي ، واسم الإشارة الّذي جعل وصلة إلى ندائه فيتعيّن رفعه اتّباعا للفظ المنادى فتقول : يا أيّها الرجل ، ويا أيّتها المرأة ، ويا هذا الرّجل ، ويا هذه المرأة.
وذلك لأنّ تابع (أيّ) هو المقصود بالنّداء (٢).
ويجوز حذف حرف النّداء ، إذا كان «يا» دون غيرها. وهو كثير قبل العلم ، والمضاف ، وأيّ ، نحو : (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا) [يوسف : ٢٩] ورجال الفضل
__________________
(١) إذا كان التابع متصلا بضمير المنادى كما في المثال الأخير جاز أن يكون للغيبة باعتبار الأصل ، وهو كون المنادى اسما ظاهرا ، وللحضور باعتبار الحال ، وهو كونهم مخاطبين بالنداء ، فيقال : يا زيد نفسه ، أو نفسك ، وقس عليه.
(٢) اسم الإشارة لا يوصف إلا بما فيه «أل» ولا توصف «أي» في باب النداء إلا بما فيه أل أو باسم الإشارة فيجوز أن يقال : يا أيها ذا الرجل.
تنبيه : إذا كان المنادى مفردا علما موصوفا بابن ولا فاصل بينهما والابن مضاف إلى علم جاز في المنادى وجهان : الضم على الأصل ، والفتح على اعتبار كلمة ابن زائدة ، والعلم الأول مضافا إلى الثاني ، نحو : يا يوسف أو يوسف بن داود والفتح أولى. أما إذا لم تكن لفظة ابن مضافة إلى علم ، أي لم تقع بين علمين ، فيجب ضم المنادى فقط نحو : يا يوسف ابن أخينا.
واعلم أن الضمة التي على آخر التابع ليست في الصحيح علامة لرفعه فإنّ متبوعه ليس معربا بل مبنيا ، وإنما أوتي بها لقصد المشاكلة بين التابع ومتبوعه.
واعلم أيضا أنه إذا كان المنادى مضافا أو شبيها تكون توابعه كلها منصوبة سواء كانت التوابع مفردة ، أو غير مفردة.