الأزهر». حتى إن «سعد زغلول باشا» أثنى على كتابه «جواهر الأدب» مقدرا مكانته العلمية.
نستدلّ من هذه التقريظات على أن أحمد درس على خيرة علماء زمانه في مصر. وحبّه للعلم وأهله جعله شديد الإجلال لأساتذته ، معترفا بهم وبأفضالهم عليه. فمن هؤلاء الأساتذة :
١ ـ حسّونة النواوي.
٢ ـ سليم البشري.
٣ ـ حمزة فتح الله ، المفتش الأول بوزارة المعارف العمومية. وكان حمزة يحب تلميذه أحمد كثيرا ، ولعله خدمه في أعماله الإدارية التي أوكلت إليه. فحين بدأ حمزة برسالته إليه قال : «إي بنيّ الجهبذ النّحرير ، والفذّ العبقري».
٤ ـ على أن أشهر أساتذته الذين اعترف بفضلهم عليه «الشيخ محمد عبده» ؛ فقد كان تلميذا مستجيبا له طوال حياة الشيخ ، حتى توطّدت الصداقة المثلى بين الأستاذ وتلميذه. ومثل هذه الصداقة لا يعتريها شكّ ، ولا يشوبها حسد.
فقد كان الشيخ محمد عبده يشهد له بالعلم ، ويقرّظ كتبه. ومما قاله عن كتابه «جواهر البلاغة» : «... فوجدته كتابا عظيما ، وأسلوبا حكيما يشهد لحضرة مؤلفه الفاضل بملاك الذوق السليم ، والعقل الحكيم». كما أبدى الشيخ محمد عبده رأيه في عدد من مؤلفاته.
وأوسع الشيخ محمد عبده لتلميذه صدر الصحف التي كان يتولّى تحريرها ، كي يتمكّن من نشر بعض مقالاته فيها ، غير أن موت الشيخ محمد عبده المفاجىء عام ١٩٠٥ أفقده كثيرا من التشجيع والمساندة.
ومع أن أحمد كان أزهريّا علما وروحا ، ومع أنه ظلّ على اتصاله بأساتذته ، فإنه لم يدخل الأزهر معلما ، بل فضّل سلك التعليم المدني. حيث إنه عمل مدرسا للغة العربية في عدد من المدارس القاهرية. ثم ارتقى الأمر به إلى أن أصبح مديرا لمدارس الجمعية الإسلامية. واستمر مديرا لعدد من المدارس الأهلية ، مثل «مدرسة فؤاد الأول» ، و «مدرسة ولي العهد» بشبرا. ثم عيّن مراقبا لمدارس فيكتوريا الإنجيلية.