٤ ـ وذا : للعاقل وغيره ، وتكون اسما موصولا إذا وقعت بعد (من وما) الاستفهاميتين ، غير مشار بها (١) ، ولا مركّبة مع إحداهما. نحو من لقيت ، وما ذا فعلت ، أي من الّذي لقيته ، وما الّذي فعلته.
٥ ـ ذو : تستعمل اسم موصول بمعنى الذي في لغة (بني طيّ) ولذلك يقال لها (ذو الطّائيّة) وهي للعاقل وغيره ، وتلزم البناء على الواو في جميع حالاتها ، وتبقى بلفظ واحد للجميع ، كقول سنان الطائي [الوافر] :
فإنّ الماء ماء أبي وجدّي |
|
وبئري ذو حفرت وذو طويت |
٦ ـ وأل : للعاقل وغيره ، وتكون اسما موصولا ، بشرط أن تكون ما دخلت عليه صفة صريحة (اسم فاعل ، أو اسم مفعول صريحين ، أو صيغة مبالغة) نحو : أقبل الشّاكر والمشكور والشّكور (فأل) في هذه الأمثلة الثلاثة بمعنى الّذي (٢).
افتقار الموصولات إلى «صلة» متأخّرة عنها
الصّلة : هي الجملة الّتي تذكر بعد الموصول لمعرفته وبيان معناه ؛ ويشترط فيها أن تكون خبريّة (٣) ، معروفة للسّامع (٤) ، مشتملة على ضمير يعود إلى الموصول يسمّى
__________________
(١) والضابط في جعل (ذا) إشارية أو موصولة ، هو أن ما بعدها إن كان اسما ، نحو : من ذا الرجل ، وما ذا العمل ، فهي إشارية ، لأن الاسم لا يصلح للصلة التي يشترط فيها أن تكون جملة أو شبهها. وإن كان الواقع بعدها فعلا فهي موصولة لأن الفعل صالح للصلة ، وغير صالح للإشارة.
(٢) فالمشتقات الواقعة بعد أل بمثابة جمل ، فأصل (الشاكر) أل شكر ، وأصل (المشكور) أل شكر ، وأصل (الشكور) أل يشكر كثيرا ، ثم عدل عن الفعل إلى الاسم لمشابهة (أل) هذه (لأل) التعريف.
واعلم أن حق (أل) أن يعلق الإعراب عليها كسائر الموصولات ، ولكنها لما امتزجت بالصفة صارت كجزء منها فسقط عنها حق الإعراب ؛ لأنه لا يكون في وسط الكلمة ، واستأثرت به الصفة فكان الإعراب لها.
(٣) وجوب كونها خبرية لأنها حكم على الموصول ، ولهذا اقتضى أن تكون خبرية لا إنشائية فلا تكون أمرا ولا نهيا. ولا تعجبية ، فلا يصح جاء الذي ما أحسنه ، ولا تكون مفتقرة إلى كلام قبلها ، فلا يصح جاء الذي لكنّه مسافر.
(٤) تكون معروفة للسامع إلّا في مقام التهويل والتفخيم فيحسن إبهامها كقوله تعالى : (فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى) (١٠).