عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى)» (١) [طه : ١ ـ ٢].
وقد روي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «شكر النعمة اجتناب المحارم ، وتمام الشكر قول الرجل : الحمد لله رب العالمين» (٢) ، وروي عنه ، في ما رواه أبو بصير ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : «هل للشكر حدّ إذا فعله العبد كان شاكرا؟ قال : نعم ، قلت : ما هو؟ قال : يحمد الله على كل نعمة عليه في أهل ومال ، وإن كان في ما أنعم الله عليه في ماله حقّ أدّاه» (٣) ... وهكذا يلتقي الشكر في الكلمة بالشكر في الممارسة ، لتأكيد الأسلوب الإسلامي التربوي الذي لا يحوّل العلاقة بالله إلى كلمات تقليدية ربما ينتهي الأمر فيها إلى الجمود ، بل يبعث فيها الروح الذي يجعل منها تجسيدا حيّا للمبادئ الروحية في خطوات الإنسان العملية في كلماته وأفعاله.
وقد يكون من المفيد أن نشير إلى أن شكر الله يمتد حتى يتمثل في شكر الإنسان للناس على ما قدّموه له من خدمات في حياته الخاصة والعامة ، حتى أنّ الإنسان الذي لا يشكر الناس لا يشكر الله ، فقد جاء في الحديث عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليهالسلام أنه قال : «إن الله يحب كل قلب حزين ، ويحب كل عبد شكور ، يقول الله تبارك وتعالى لعبد من عبيده يوم القيامة : أشكرت فلانا؟ فيقول : بل شكرتك يا رب ، فيقول : لم تشكرني إذ لم تشكره ، ثم قال : أشكركم لله أشكركم للناس» (٤).
ولعلّ من المعروف لدينا أن هذا الاتجاه التربوي في اعتبار شكر الإنسان على عمله شكرا لله ، يتحرك في الخط الإسلامي الذي يدعو الناس إلى تشجيع
__________________
(١) البحار ، م : ٦ ، ج : ١٦ ، ص : ٤٤٣ ، باب : ٩ ، رواية : ٥٩.
(٢) (م. ن) ، م : ٢٤ ، ج : ٦٨ ، ص : ٢٦٤ ، باب : ٦١ ، رواية : ٢٩.
(٣) (م. ن) ، م : ٢٤ ، ج : ٦٨ ، ص : ٢٥٧ ، باب : ٦١ ، رواية ٧.
(٤) (م. ن) ، م : ٢٤ ، ج : ٦٨ ، ص : ٢٦٢ ، باب : ٦١ ، رواية : ٢٥.