اتجاه خط الحبّ ، وقد يتطور المفهوم في اعتبار المواقف العملية المضادة دليلا على ضعف الحب أو عدم جديّة العاطفة وصدقها.
* * *
الدعوة إلى اكتشاف ضعف الأقوياء
٣ ـ إن القرآن يوجه الإنسان إلى اكتشاف ضعف الأقوياء من الطغاة بالبحث عن نقاط الضعف الكامنة في داخلهم ، وبالانطلاق في التصور الديني بعيدا إلى يوم القيامة ، حيث يقف الأقوياء في موقف الضعف والانسحاق أمام عذاب الله وعقابه.
وهكذا ينطلق المنهج التربوي القرآني في عملية إيحائية ترتبط بالسلب من حيث فقدان الطغاة والمستكبرين للقوة التي تبرر للناس الارتباط بهم في أمورهم الخاصة والعامة وفي قضايا المصير ، وترتبط بالإيجاب من خلال الحقيقة التوحيدية التي تؤكد «أن القوة لله جميعا» «وأن العزة لله جميعا» في خطاب الذين يريدون الاعتزاز بغير الله ، فقد جاء في قوله تعالى : (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) [النساء : ١٣٩] وقوله تعالى : (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ) [فاطر : ١٠] على أساس ملكية الله للقوة كلها ، والعزة كلها ، فالله هو مصدر القوة والعزة ، ما يفرض على الناس أن يطلبوها منه ، ويرتبطوا بقوته وعزته. هذا هو الخط الأصيل في التوحيد الحركي للإنسان المسلم في العمل والوجدان.
* * *