كمن لا ينطقون. (عُمْيٌ) عن رؤية الحقائق البارزة فيها كمن لا يبصرون.
(فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ) لأنهم لا يستعملون عقولهم في إدراك الحق.
* * *
أفكار من وحي الآية :
العقل أساس المعرفة والمسؤولية
ونستطيع أن نستوحي من الحديث في الآية السابقة التي تتساءل عن اتباعهم آباءهم حتى لو كانوا لا يعقلون شيئا ، وفي هذه الآية التي تؤكد أنهم لا يعقلون ، أن المشكلة في هؤلاء أنهم لا يملكون حركة العقل في وجدانهم حتى يميزوا به الخط المستقيم من الخط المنحرف ، ولا يفرّقون بين الجهة التي لا تعقل شيئا ولا تهتدي طريقا ، وبين الجهة التي تملك العقل والوعي والهدى ، فيتّبعون تلك ويتركون هذه.
ومن هنا ، فإن فقدانهم حيوية العقل وجرأته ، جعلهم يقلدون من لا عقل له في حقائق الأشياء. ومن جهة أخرى ، فهي تدل على أن العقل هو الأساس في حركة المعرفة الصحيحة ووعي المسؤولية ، فمن لا يعتمد العقل وسيلته إلى المعرفة في مسئولياته الفكرية فلن يصل إلى الحقيقة في عمقها الإيماني.
* * *