(شِقاقٍ) : الشقاق : والمشاقّة : انحياز كل واحد عن شق صاحبه للعداوة له ، وهو طلب كل واحد منهما ما يشق على الآخر لأجل العداوة.
* * *
كتمان الوحي والاتجار بالدين
قد يكون في الحديث عن أهل الكتاب وعن كتمانهم ما أنزل الله فيه من حلاله وحرامه إيحاء بما ذكرناه في تفسير الآيات السابقة في تحليل حصر المحرمات بما ذكر ، على أساس الرد على ما أثاره الآخرون من المحرمات من عند أنفسهم. وقد أفاض القرآن الكريم الحديث عن كتمان الوحي ، وإخفاء الحقائق الإلهية ، والاتجار بالدين ، واستغلال جهل الجاهلين ، وشدّد على استحقاق هؤلاء الذين يمارسون هذه الأمور ، عقابا أليما ، لأنهم لا يسيئون بذلك إلى أنفسهم فقط ، بل يسيئون إلى الحياة وإلى الناس كافة ، لأن الحقيقة إذا انطلقت في الحياة فكرا وممارسة ، فسوف تفتح للناس أبواب الخير والتقدم ، وتدفع الحياة إلى النمو والازدهار وتخرجها من الظلمات إلى النور.
وهذا ما نلمحه في هذه الآيات التي تتحدث عن الذين يكتمون وحي الله ، ويتاجرون به بطريقة تحريفية ، فتتوعدهم بأن هذا الذي يأكلونه ثمنا للتحريف سوف يتحول إلى نار تحرق أجسامهم وبطونهم ، وسوف يقفون يوم القيامة موقف الخزي عند ما يواجهون إعراض الله عنهم المتمثل في عدم التفاته إليهم بالكلام ، وعدم تزكيته لهم بالرحمة والرضوان واللطف العميم ، وفي إردائهم في العذاب الأليم.
ثم تثير انحرافهم عن الخط المستقيم الذي يسير عليه الناس في