متوجها إليه فهو متولّ إليه ، وإذا كان متوجها إلى خلاف جهته فهو متولّ عنه.
(وَسَطاً) : الوسط : السواء والعدل والنّصفة ، لأن الوسط عدل بين الأطراف ، ليس إلى بعضها أقرب من بعض ، وقيل الخير. قال صاحب العين : الوسط من كل شيء أعدله وأفضله (١). فكون الأمة وسطا ـ بناء على هذا ـ لما تملكه من موقع أصيل يجعلها مرجعا وميزانا يؤهلها لممارسة دور الشهادة والقيادة ، وقيل في صفة النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم : كان من وسط قومهم أي من خيارهم.
(شُهَداءَ) : من الشهادة التي هي الحضور مع المشاهدة ، إمّا بالبصر أو بالبصيرة ، والشهداء إما من شهادة الأعمال أو من الحجّة والبيّنة. قال العلامة الطباطبائي في الميزان : «معنى الشهادة غاية متفرعة في الآية على جعل الأمة وسطا ، فلا محالة تكون الوسطية معنى يستتبع الشهادة والشهداء» (٢).
(الْقِبْلَةَ) : مأخوذة من الاستقبال ، وهي كل جهة يستقبلها الإنسان فيقابل غيره عليها ، ثم صارت علما على الجهة التي تستقبل في الصلاة.
(عَقِبَيْهِ) : العقب : مؤخر القدم. والانقلاب على العقبين كناية عن الإعراض ، فإن الإنسان ـ وهو منتصب على عقبيه ـ إذا انقلب من جهة إلى جهة انقلب على عقبيه ، وقد أستعير هنا لمن يكفر بالله ورسوله ، لأن المنقلب على عقبيه يترك ما بين يديه ويدبر عنه ، وحيث إنّ تارك الإيمان هو بمنزلة المدبر عمّا بين يديه ، وصف بذلك.
__________________
(١) مجمع البيان ، ج : ١ ، ص : ٤١٤.
(٢) تفسير الميزان ، ج : ١ ، ص : ٣١٨.