(تَخْشَوْهُمْ) : الخشية : خوف يشوبه تعظيم.
(وَيُزَكِّيكُمْ) : ينمّكم ويطهركم ، قال الراغب : «أصل الزكاة النمو الحاصل عن بركة الله تعالى ، ويعتبر ذلك بالأمور الدّنيويّة والأخروية. يقال : زكا الزرع يزكو إذا حصل منه نموّ وبركة» (١) ، ولهذا تشمل التزكية إزالة العقائد الفاسدة كالشرك والكفر ، والملكات الرذيلة كالكبر والشح ، والأعمال الشنيعة كالقتل والزنى وشرب الخمر.
(وَالْحِكْمَةَ) : قال الراغب : «إصابة الحق بالعلم والعقل ، فالحكمة من الله تعالى معرفة الأشياء وإيجادها على غاية الإحكام ، ومن الإنسان معرفة الموجودات وفعل الخيرات وهذا هو الذي وصف به لقمان في قوله عزوجل : (وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ)» (٢). [لقمان : ١٢] قال الطبرسي : «الحكمة هي العلم الذي يمكن به الأعمال المستقيمة» (٣) ، وربما كانت الحكمة توحي بانسجام التطبيق العملي في حركة الإنسان مع النظرية التي تمثل الخط الفكري الذي يؤمن به. ويلتقي هذا بالمأثور عن الحكمة بأنها وضع الشيء في موضعه.
(أَذْكُرْكُمْ) : قال الراغب : «الذكر ذكران : ذكر بالقلب وذكر باللسان ، وكل واحد منهما ضربان ، ذكر عن نسيان ، وذكر لا عن نسيان بل عن إدامة الحفظ» (٤). فذكر الله للناس هو أن يذكرهم بتسديده وتوفيقه وعفوه وغفرانه بعد ما يذكرونه في الألسن والقلوب والمواقف.
(وَاشْكُرُوا) : الشكر ثلاثة أضرب : شكر القلب ، وهو تصوّر
__________________
(١) (م. س) ، ص : ٢١٨.
(٢) م. ن ، ص : ١٢٦.
(٣) مجمع البيان ، ج : ١ ، ص : ٢٤٩.
(٤) مفردات الراغب ، ص : ١٨١.