المتكلف من الاستشهادات مما يؤكد دعوى إظهار الحق على انا لو استقصينا في التعرض لتلك الشواهد لاوضحنا سخافتها في نفسها ولكنها لا تمس غرضنا بوجه ولو تمت بل تؤكد قولنا : ان دعوى النصارى المتأخرين تواتر كتبهم إلى المصادر المدعاة لا أصل لها ، بل أن النصارى مختلفون فيها ، وان من يريد منهم التصحيح يحتاج إلى أعمال الظنون والاعتماد على تقليد آحاد الناس في امر مضى له تسعة عشر قرنا.
المورد الخامس : قد ذكر إظهار الحق أيضا في المقصد الثاني من الباب الثاني شهادة كثير من محققيهم ومفسريهم وأئمتهم في أجيال مختلفة ونصهم على زيادة كثير من العهد الجديد وانه الحاقي ليس منه «انظر المقصد الثاني المذكور من الشاهد السابع والعشرين إلى آخره».
والمتكلف لما اراد ان يتكلم على هذه الشواهد لم يتمكن من جحود نقلها ولا القدح فيمن نقل عنهم فتستر باهماله لذكر من نقلت عنه فموه بإظهار نسبتها إلى إظهار الحق وصار يجيب عنها بالتلفيقات والتشبثات «انظر يه ٣ ج ص ٢٧٠ ـ ٢٩٠».
ثم جعل استشهادات إظهار الحق المشار إليها استشهادا بأقوال المسيحيين الضعيفة والآراء السقيمة وضرب المثل باعتقاد المتقدمين بكون الشمس متحركة والأرض ثابتة وقد اتضح فساده.
إلى أن قال : ولا يخفى ان المعترض «يعني إظهار الحق» أورد كل رأي سقيم وقول باطل قديم وما دري ان الدنيا في تقدم ، فكل سنة تظهر حقائق جمة بل انكشفت بالأبحاث الجديدة امور مهمة إلى ان قال : ولو كان آدم كلارك او غيره من الجيل الماضي في هذا العصر لأقلعوا عن كثير من آرائهم الساقطة.
فأقول أولا : ان المتكلف طالما ادعى ان كتبهم وصلت من السلف الى الخلف بالسند المتصل القوي «انظر أقلا عنوانه يه ٣ ج ص ١٩٢» ولم يجد ملجأ في زعمه صحتها واتصال سندها في تسعة عشر قرنا إلا بقول فلان واستشهاد فلان.
وثانيا : ان جل الذي استشهد بنقلهم إظهار الحق قد التجأ المتكلف في