بك. قال : جئنا نشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه ، قال : فاشرب هنيئا ، قال : لا والله لا أشرب منه قطرة وحسين عطشان ومن ترى من أصحابه ، فطلعوا عليه ، فقال : لا سبيل إلى سقي هؤلاء إنّما وضعنا بهذا المكان لنمنعهم الماء ، فلمّا دنا منه أصحابه قال لرجاله : املئوا قربكم فشدّ الرجّالة فملئوا قربهم وثار إليهم عمرو بن الحجّاج وأصحابه ، فحمل عليهم العبّاس بن عليّ ونافع بن هلال فكفّوهم ، ثم انصرفوا إلى رحالهم فقالوا : امضوا وقفوا دونهم فعطف عليهم عمرو بن الحجّاج وأصحابه واطّردوا قليلا ، ثم انّ رجلا من صداء طعن من أصحاب عمرو بن الحجّاج ، طعنه نافع بن هلال فظنّ انها ليست بشيء ثم انّها انتفضت بعد ذلك ، فمات منها وجاء أصحاب حسين بالقرب فأدخلوها عليه.
اعذار الإمام قبل القتال :
وروى عن هانئ بن ثبيت الحضرميّ وكان قد شهد قتل الحسين ، قال : بعث الحسين (ع) إلى عمر بن سعد عمرو بن قرضة بن كعب الأنصاريّ ان القني الليل بين عسكري وعسكرك قال : فخرج عمر بن سعد في نحو من عشرين فارسا وأقبل حسين في مثل ذلك فلمّا التقوا أمر الحسين أصحابه أن يتنحّوا عنه وأمر عمر بن سعد أصحابه بمثل ذلك ، قال : فانكشفنا عنهما بحيث لا نسمع أصواتهما ، ولا كلامهما ، فتكلّما فأطالا حتى ذهب من الليل هزيع ، ثم انصرف كلّ واحد منهما إلى عسكره بأصحابه ، وتحدّث الناس فيما بينهما ظنّا يظنّونه ان حسينا قال لعمر بن سعد اخرج معي إلى يزيد بن معاوية وندع العسكرين قال عمر إذن تهدم داري. قال : أنا أبنيها لك. قال اذن تؤخذ ضياعي. قال : إذن أعطيك خيرا منها من مالي بالحجاز. قال : فتكره ذلك عمر ، قال : فتحدّث الناس بذلك وشاع فيهم من غير أن يكونوا سمعوا من ذلك شيئا ولا علموه.
وروى عن عقبة بن سمعان قال صحبت حسينا فخرجت معه من المدينة إلى مكّة ، ومن مكّة إلى العراق ، ولم افارقه حتى قتل وليس من