وهدي أبيك ، ثم مشى بالسيف مصلتا نحوهم وبه ضربة على جبينه.
وروى عن ربيع بن تميم الهمدانيّ وقد شهد ذلك اليوم قال : لمّا رأيته مقبلا عرفته وقد شاهدته في المغازي وكان أشجع الناس فقلت : أيها الناس! هذا الأسد الاسود ، هذا ابن أبي شبيب ، لا يخرجنّ إليه أحد منكم. فأخذ ينادي : ألا رجل لرجل! فقال عمر بن سعد : ارضخوه بالحجارة. قال : فرمي بالحجارة من كلّ جانب ، فلمّا رأى ذلك ألقى درعه ومغفره ، ثم شدّ على الناس فو الله لرأيته يكرد أكثر من مائتين من الناس ، ثم انّهم تعطّفوا عليه من كلّ جانب فقتل ، قال : رأيت رأسه في أيدي رجال ذوي عدّة ، هذا يقول : أنا قتلته ، وهذا يقول : أنا قتلته ، فأتوا عمر بن سعد ، فقال : لا تختصموا ، هذا لم يقتله سنان واحد ففرّق بينهم.
فرار الضحاك المشرقي :
وروى عن عبد الله المشرقي ، قال : لمّا رأيت أصحاب الحسين قد أصيبوا وقد خلص إليه وإلى أهل بيته ولم يبق معه غير سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعمي وبشير بن عمرو الحضرمي ، قلت له : يا ابن رسول الله! قد علمت ما كان بيني وبينك ، قلت لك : أقاتل عنك ما رأيت مقاتلا فإذا لم أر مقاتلا فانا في حلّ من الانصراف ، فقلت لي : نعم قال : فقال : صدقت وكيف لك بالنجاء؟ ان قدرت على ذلك فأنت في حلّ. قال : فأقبلت إلى فرسي وقد كنت حيث رأيت خيل أصحابنا تعقر أقبلت بها حتى أدخلتها فسطاطا لاصحابنا بين البيوت وأقبلت اقاتل معهم راجلا فقتلت يومئذ بين يدي الحسين رجلين وقطعت يد آخر ، وقال لي الحسين يومئذ مرارا : لا تشلل ، لا يقطع الله يدك ، جزاك الله خيرا عن أهل بيت نبيّك (ص) فلمّا أذن لي استخرجت الفرس من الفسطاط ثمّ استويت على متنها ، ثمّ ضربتها حتّى إذا قامت على السنابك رميت بها عرض القوم فأفرجوا لي واتبعني منهم خمسة