عشر رجلا حتّى انتهيت إلى شفيّة ، قرية قريبة من شاطئ الفرات ، فلمّا لحقوني عطفت عليهم فعرفني كثير بن عبد الله الشعبي وأيوب بن مشرح الخيواني ، وقيس بن عبد الله الصائدي وقالوا : هذا الضحّاك بن عبد الله المشرقي ، هذا ابن عمّنا ننشدكم الله لما كففتم عنه. فقال ثلاثة نفر من بني تميم كانوا معهم : بلى والله لنجيبنّ اخواننا وأهل دعوتنا إلى ما أحبّوا من الكفّ عن صاحبهم ، قال : فلمّا تابع التميميون أصحابي كفّ الآخرون قال : فنجاني الله.
قال الطبري : وكان آخر من بقي مع الحسين من أصحابه سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعمي.
قال المؤلف : إلى هنا أوردنا أخبار تاريخ الطبري في مقتل أصحاب الحسين دون أن نلتزم بسياقه في ترتيب ذكر الحوادث لما يظهر منه عدم الاكتراث بذكر الحوادث كما وقعت ، ولم يكن ترتيبنا أيضا بنتيجة البحث العلمي في غير أخبار الطبري وإنّما لاحظنا القرائن الدالّة في أخباره على الترتيب الّذي أوردناه وصرّحنا بمصادر الأخبار التي أضفناها إلى أخباره ، وبما أن الطبري لم يستوعب في تاريخه جميع أخبار أصحاب الحسين وكان في بعضها مزيد إيضاح لما نحن بصدده من إدراك سبب استشهاد الحسين ؛ فإنّا نورد يسيرا منها في ما يلي.