إلى درتين في أذنيه تذبذبان كلما التفت ، إذ أقبل رجل يركض حتّى إذا دنا منه مال عن فرسه ، ثمّ اقتصد الغلام فقطعه بالسيف ، قال : الراوي : هانئ بن ثبيت ، هو صاحب الغلام ، فلمّا عتب عليه كنّى عن نفسه.
مقتل غلام للإمام الحسن (ع):
قال الطبري : ثمّ ان شمر بن ذي الجوشن أقبل في الرجّالة نحو الحسين فأخذ الحسين يشدّ عليهم فينكشفون عنه ، ثمّ انّهم أحاطوا به إحاطة وأقبل إلى الحسين عبد الله بن الحسن (١) من عند النساء وهو غلام لم يراهق فأخذته أخته زينب ابنة علي لتحبسه ، فقال لها الحسين : احبسيه. فأبى الغلام وجاء يشتدّ إلى الحسين فقام إلى جنبه ، قال : وقد أهوى بحر بن كعب بن عبيد الله من بني تيم الله ابن ثعلبة بن عكابة إلى الحسين بالسيف فقال الغلام : يا ابن الخبيثة! أتقتل عمّي؟! فضربه بالسيف فاتقاه الغلام بيده ، فأطنّها إلى الجلدة فإذا يده معلّقة فنادى الغلام يا أمتاه! فأخذه الحسين فضمّه إلى صدره وقال : يا ابن أخي! اصبر على ما نزل بك ، واحتسب في ذلك الخير ، فانّ الله يلحقك بآبائك الصالحين ... برسول الله (ص) وعلي بن أبي طالب وحمزة وجعفر والحسن بن علي صلى الله عليهم أجمعين!
مقتل الحسين (ع) وسلبه :
روى الطبري وقال : ومكث الحسين طويلا من النهار كلّما انتهى إليه رجل من الناس انصرف عنه ، وكره أن يتولّى قتله وعظيم اثمه عليه ، قال : وإنّ رجلا يقال له : مالك بن النسير من بني بدّاء ، أتاه فضربه على رأسه بالسيف وعليه برنس له فقطع البرنس وأصاب السيف رأسه فأدمى رأسه فامتلأ البرنس دما فقال له الحسين : لا أكلت بها ولا شربت ، وحشرك الله
__________________
(١) في الطبري ط. أوربا ، ٢ / ٣٦٣ : «غلام من أهله» والتصحيح من ارشاد المفيد ص ٢٢٥.