مال لكم استهلكته؟! أو بقصاص من جراحة؟
قال : فأخذوا لا يكلّمونه ، قال : فنادى : يا شبث بن ربعيّ! ويا حجّار بن أبجر! ويا قيس بن الأشعث! ويا يزيد بن الحارث! ألم تكتبوا إليّ أن قد أينعت الثمار ، واخضرّ الجناب وطمّت الجمام ، وانّما تقدم على جند لك مجنّدة ، فأقبل؟! قالوا له : لم نفعل. فقال : سبحان الله! بلى والله لقد فعلتم!
ثم قال : أيّها الناس! إذ كرهتموني فدعوني أنصرف عنكم إلى مأمني من الأرض ، قال : فقال له قيس بن الأشعث : أولا تنزل على حكم بني عمّك ، فانّهم لن يروك إلّا ما تحب ، ولن يصل إليك منهم مكروه ، فقال له الحسين : أنت أخو أخيك ، أتريد أن يطلبك بنو هاشم بأكثر من دم مسلم بن عقيل! لا والله لا أعطيهم بيدي اعطاء الذليل ، ولا أقرّ اقرار العبيد. انّي عذت بربّي وربّكم أن ترجمون. أعوذ بربّي وربّكم من كلّ متكبر لا يؤمن بيوم الحساب. قال : ثمّ انّه أناخ راحلته وأمر عقبة بن سمعان فعقلها ، وأقبلوا يزحفون نحوه.
خطبة زهير بن القين :
وروى عن كثير بن عبد الله الشعبيّ ، قال : لمّا زحفنا قبل الحسين ، خرج إلينا زهير بن القين على فرس له ذنوب شاك في السلاح فقال : يا أهل الكوفة! نذار لكم من عذاب الله نذار! إنّ حقا على المسلم نصيحة أخيه المسلم ، ونحن حتى الآن اخوة ، وعلى دين واحد ، وملّة واحدة ، ما لم يقع بيننا وبينكم السيف ، وأنتم للنصيحة منّا أهل ، فإذا وقع السيف انقطعت العصمة ، وكنّا أمّة وأنتم امة ، انّ الله قد ابتلانا وايّاكم بذريّة نبيّه محمّد (ص) ، لينظر ما نحن وأنتم عاملون ، إنّا ندعوكم إلى نصرهم ، وخذلان الطاغية عبيد الله بن زياد ، فانكم لا تدركون منهما إلّا بسوء عمر