وصيّة الحسين (ع) (١)
بسم الله الرحمن الرحيم ـ هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبي طالب إلى أخيه محمّد المعروف بابن الحنفيّة انّ الحسين يشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وانّ محمّدا عبده ورسوله ، جاء بالحقّ من عند الحقّ ، وأنّ الجنّة والنار حقّ ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها ، وأنّ الله يبعث من في القبور ، وانّي لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما ، وإنّما خرجت لطلب الاصلاح في أمّة جدي (ص) ، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب فمن قبلني بقبول الحقّ فالله أولى بالحقّ ، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتّى يقضي الله بيني وبين القوم بالحقّ وهو خير الحاكمين ، وهذه وصيّتي يا أخي إليك وما توفيقي إلّا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
ثمّ طوى الحسين الكتاب ، وختمه بخاتمه ، ودفعه إلى أخيه محمّد ، ثمّ ودّعه وخرج في جوف الليل (٢).
__________________
(١) اخترنا لفظ محمد بن أبي طالب الموسوي حسب رواية المجلسي في البحار ٤٤ / ٣٢٩.
(٢) فتوح ابن أعثم ٥ / ٣٤ ، ومقتل الخوارزمي ١ / ١٨٨ وبعد سيرة جدي وأبي ، أضافت يد التحريف «وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين رضي الله عنهم» وان الراشدين اصطلاح تأخر استعماله عن عصر الخلافة الاموية ولم يرد في نص ثبت وجوده قبل ذلك ، ويقصد بالراشدين الذين أتوا إلى الحكم بعد رسول الله متواليا من ضمنهم الإمام علي ، فلا يصح أن يعطف الراشدين على اسم الإمام ، كل هذا يدلنا على أن الجملة أدخلت في لفظ الإمام الحسين.