في أيدي بني أميّة ليقتلنّك ، ولئن قتلوك لا يهابون بعدك أحدا أبدا ، والله انّها لحرمة الإسلام تنتهك ، وحرمة قريش وحرمة العرب ، فلا تفعل ولا تأت الكوفة ولا تعرّض لبني أميّة ، فأبى إلّا أن يمضي (١).
وفي رواية ، فقال الحسين : لن يصيبنا إلّا ما كتب الله لنا ، ثم ودّعه ومضى (٢).
من رأى ان الحسين (ع) لا يجوز فيه السلاح :
خلافا لمن سبق ذكر رأيه كان عبد الله بن عمرو بن العاص من عصبة الخلافة من الصحابة يأمر الناس باتّباع الإمام الحسين (ع) ، قال الفرزدق بعد ذكره لقاءه للإمام الحسين (ع) :
ثمّ مضيت فإذا بفسطاط مضروب في الحرم وهيئته حسنة فأتيته فإذا هو لعبد الله بن عمرو بن العاص ، فسألني فأخبرته بلقاء الحسين بن علي ، فقال لي : ويلك فهلّا اتبعته ؛ فو الله ليملكنّ ولا يجوز السلاح فيه ولا في أصحابه.
قال : فهممت والله ان الحق به ووقع في قلبي مقالته ، ثمّ ذكرت الأنبياء وقتلهم فصدّني ذلك عن اللحاق بهم ... الحديث (٣).
مع زهير بن القين :
سار الإمام الحسين حتى نزل زرود فالتقى فيها بزهير بن القين ـ وكان عثمانيا (٤) ـ قال الراوي الذي كان مع زهير : أقبلنا من مكة نساير الحسين فلم يكن شيء أبغض إلينا من أن نسايره في منزل ، فإذا سار الحسين تخلّف زهير
__________________
(١) الطبري ٦ / ٢٢٤ ، وارشاد المفيد ص ٢٠٣ ، وأنساب الأشراف ص ١٥٥.
(٢) الأخبار الطوال للدينوري ٢٤٦.
(٣) الطبري ٦ / ٢١٨ ـ ٢١٩.
(٤) في أنساب الأشراف ط. الأولى ، ١٣٩٧ ص ١٦٨ وص ١٦٧ وتاريخ ابن الاثير ٤ / ١٧ انه كان عثمانيا ، وزرود في وسط رمال عالج كان منزلا للحاج العراقي.