مع الظالمين ، قال : فألقى ذلك البرنس ثمّ دعا بقلنسوة فلبسها واعتمّ وقد أعيا وبلّد ، وجاء الكندي حتى أخذ البرنس وكان من خزّ فلما قدم به بعد ذلك على امرأته أمّ عبد الله ابنة الحرّ أخت حسين بن الحرّ البدّي ؛ أقبل يغسل البرنس من الدمّ فقالت له امرأته : أسلب ابن بنت رسول الله (ص) تدخل بيتي؟! أخرجه عنّي. فذكر أصحابه أنّه لم يزل فقيرا بشرّ حتّى مات (١).
رجالة جيش الخلافة تهجم على مخيم ذراري رسول الله (ص):
قال أبو مخنف في حديثه : ثمّ إن شمر بن ذي الجوشن أقبل في نفر نحو من عشرة من رجّالة أهل الكوفة قبل منزل الحسين الذي فيه ثقله وعياله فمشى نحوه ، فقال الحسين : ويلكم ان لم يكن لكم دين ولا تخافون يوم المعاد ، فكونوا في أمر دنياكم أحرارا ذوي أحساب ، امنعوا رحلي وأهلي من طغامكم وجهالكم! فقال ابن ذي الجوشن : ذلك لك يا ابن فاطمة. قال : وأقدم عليه بالرجّالة منهم أبو الجنوب واسمه عبد الرحمن الجعفي ، والقشعم بن عمرو بن يزيد الجعفي ، وصالح بن وهب اليزني ، وسنان بن أنس النخعي ، وخولي بن يزيد الاصبحي ، فجعل شمر بن ذي الجوشن يحرّضهم فمرّ بأبي الجنوب وهو شاك في السلاح فقال له : أقدم عليه قال : وما يمنعك أن تقدم عليه أنت؟ وقال له شمر : ألي تقول ذا؟ قال : وأنت لي تقول ذا؟ فاستبّا فقال له أبو الجنوب : وكان شجاعا : والله لهممت أن أخضخض السنان في عينك قال : فانصرف عنه شمر وقال : والله لئن قدرت على أن أضرّك لاضرّنك (٢).
__________________
(١) الطبري ٤ / ٤٤٨ ط. دار المعارف بمصر ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم وط. اوربا ٢ / ٣٥٩ ٣٦٠.
(٢) الطبري ٢ / ٣٦٢ ـ ٣٦٣ ط. اوربا.