وصول خبر قتل مسلم وهانئ
لما وصل الإمام إلى الثعلبيّة (١) أخبره أسديّان عن صاحبهم أنّه لم يخرج من الكوفة حتى قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة ورآهما يجرّان في الأسواق بأرجلهما.
فقال الإمام : انّا الله وانّا إليه راجعون ، رحمة الله عليهما ، وردّد ذلك مرارا ، فقالا : ننشدك الله في نفسك وأهل بيتك الّا انصرفت من مكانك هذا فانّه ليس لك بالكوفة ناصر ولا شيعة بل نتخوف أن تكون عليك ، فوثب عند ذلك بنو عقيل ، وقالوا : لا والله لا نبرح حتّى ندرك ثارنا أو نذوق ما ذاق أخونا. فنظر الحسين إلى الأسديّين وقال : لا خير في العيش بعد هؤلاء.
قالا : فعلمنا انّه عزم له رأيه على المسير ، فقلنا : خار الله لك ، فقال : رحمكما الله(٢).
رسولا ابن الاشعث وابن سعد إلى الحسين (ع):
في تاريخ الإسلام للذهبي : أرسل ابن سعد رجلا على ناقة إلى الحسين
__________________
(١) الثعلبية من منازل طريق الحاج من العراق ، مثير الأحزان ص ٣٣ ، واللهوف ص ٢٧.
(٢) تاريخ الطبري ٦ / ٢٢٥ ، وابن الاثير ٤ / ١٧ ، والدينوري ص ٢٤٧ باختصار ، وابن كثير ٨ / ١٦٨.