خطّارة مثل الفنيق المزبد |
|
نرمى بها أعواد هذا المسجد |
فنزلت صاعقة على المنجنيق فأحرقته فتوقّف أهل الشام عن الرمي والمحاصرة فخطبهم الحجّاج ، فقال : ويحكم! ألم تعلموا أنّ النار كانت تنزل على من قبلنا فتأكل قربانهم إذا تقبّل منهم؟ فلولا انّ عملكم مقبول ما نزلت النار فأكلته (١).
وفي فتوح ابن أعثم أمر الحجّاج أصحابه أن يتفرّقوا من كلّ وجه : من ذي طوى ، ومن أسفل مكّة ، ومن قبل الابطح ، فاشتدّ الحصار على عبد الله بن الزبير وأصحابه فنصبوا المجانيق وجعلوا يرمون البيت الحرام بالحجارة وهم يرتجزون بالاشعار ، وتقع الحجارة في المسجد الحرام كالمطر ، وكان رماة المنجنيق إذا ونوا وسكتوا ساعة فلم يرموا يبعث إليهم الحجّاج فيشتمهم ، ويتهدّدهم بالقتل ، فأنشأ بعضهم يقول :
لعمر أبي الحجّاج لو خفت ما أرى |
|
من الامر ما أمست تعذلني نفسي |
الابيات (٢)
نشيد الحجاج عند ما رأى البيت يحترق :
قال : فلم يزل الحجّاج وأصحابه يرمون بيت الله الحرام بالحجارة حتّى انصدع الحائط الذي على بئر زمزم عن آخره ، وانتقضت الكعبة من جوانبها.
قال : ثمّ أمرهم الحجّاج فرموا بكيزان النفط والنار حتّى احترقت الستارات كلّها فصارت رمادا ، والحجّاج واقف ينظر في ذلك كيف تحترق الستارات وهو يرتجز ويقول :
__________________
(١) تاريخ الخميس ٢ / ٣٠٥.
(٢) الفتوح ٦ / ٢٧٥ ـ ٢٧٦.