رجعنا مع علي إلى صفين فانتهينا إلى موضع ، قال : فقال : ما سمّي هذا الموضع؟ قال : قلنا : كربلاء قال : كرب وبلاء. قال : ثمّ قعد على دابّته ، وقال : يقتل هاهنا قوم أفضل شهداء على ظهر الأرض لا يكون شهداء رسول الله (ص). قال : قلت بعض كذباته وربّ الكعبة. قال : فقلت لغلامي ، وثمّة حمار ميّت : جئني برجل هذا الحمار فأوتدته في المقعد الذي كان فيه قاعدا ، فلمّا قتل الحسين قلت لاصحابنا : انطلقوا ننظر ، فانتهينا إلى المكان فإذا جسد الحسين على رجل الحمار وإذا أصحابه ربضة حوله (١).
وأخرج ابن قولويه في باب قول أمير المؤمنين في قتل الحسين من كامل الزيارة أربعة أحاديث (٢).
١٥ ـ رواية أنس بن الحارث واستشهاده :
في تاريخ البخاري ، وابن عساكر ، والاستيعاب ، وغيرها ؛ انّ أنس ابن الحارث بن نبيه قتل مع الحسين ، قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : «انّ ابني هذا ـ يعني الحسين ـ يقتل بأرض يقال لها كربلاء ، فمن شهد ذلك فلينصره» ، فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء فقتل بها مع الحسين.
وفي مثير الاحزان : خرج انس بن الحارث الكاهلي وهو يقول :
قد علمت كاهلنا وذودان |
|
والخندفيون وقيس عيلان |
بأنّ قومي آفة للأقران |
|
يا قوم كونوا كأسود خفّان |
__________________
(١) ترجمة الحسين من طبقات ابن سعد ح ٢٧٥ ، وتاريخ ابن عساكر ح ٦٧٥ ، وتهذيب ابن عساكر ٤ / ٣٣٧ ـ ٣٣٨ ، وقريب منه لفظ الحديث ٦٧٦ في التأريخ وأسقطه في التهذيب ، والطبراني ح ٦٠ ص ١٢٨ ، والمقتل للخوارزمي ١ / ١٦١ ، وكنز العمال ١٦ / ٢٦٥ ، ومجمع الزوائد ٩ / ١٩٠ ـ ١٩١. وفي الاصل «رجع» تحريف ، وربضة : الجثة الجاثمة ، ومن الناس الجماعة ، والجاثم : الذي لزم الأرض. لسان العرب وغيره.
(٢) كامل الزيارة ، باب ٢٣ ص ٧١ ـ ٧٢.