وعيالي أخاف عليهم من ابن زياد. فقال الحسين : فولّ هربا حتى لا ترى لنا مقتلا ، فو الذي نفس محمّد بيده لا يرى مقتلنا اليوم رجل ولا يغيثنا إلّا أدخله الله النار. قال : فأقبلت في الأرض هاربا حتّى خفي عليّ مقتلهم (١).
٤ ـ عن جرداء بنت سمير :
عن زوجها هرثمة بن سلمى ، قال : خرجنا مع عليّ في بعض غزواته ، فسار حتى انتهى إلى كربلاء ، فنزل إلى شجرة فصلّى إليها فأخذ تربة من الأرض فشمّها ، ثم قال : واها لك تربة ليقتلنّ بك قوم يدخلون الجنّة بغير حساب. قال : فقفلنا من غزوتنا وقتل عليّ ونسيت الحديث ، قال : وكنت في الجيش الذين ساروا إلى الحسين فلمّا انتهيت إليه نظرت إلى الشجرة ، فذكرت الحديث ، فتقدّمت على فرس لي فقلت : أبشّرك ابن بنت رسول الله (ص) ، وحدّثته الحديث ، قال : معنا أو علينا؟ قلت لا معك ولا عليك ، تركت عيالا وتركت ـ كذا وكذا ـ (٢) قال : أمّا لا فولّ في الأرض ، فوالذي نفس حسين بيده ، لا يشهد قتلنا اليوم رجل إلّا دخل جهنّم. فانطلقت هاربا مولّيا في الأرض حتّى خفي عليّ مقتله (٣).
ن ـ عن شيبان بن مخرم :
في معجم الطبراني ، وتاريخ ابن عساكر ، ومجمع الزوائد ، وغيرها ، واللفظ لابن عساكر ، عن ميمون عن شيبان بن مخرم ـ وكان عثمانيا يبغض عليا ـ قال :
__________________
(١) صفين ، لابن مزاحم ، ص ١٤٠ ـ ١٤١ ، وتاريخ ابن عساكر ح ٦٣٦ و ٦٣٨ باختصار. وأمالي الشجري ص ١٨٤.
(٢) تهذيب ابن عساكر ٤ / ٣٢٨.
(٣) تاريخ ابن عساكر ح ٦٧٧ ، وأمالي الشجري ص ١٨٤ ، وفي لفظ «عن جرد ابنة شمير» ، والأمالي للصدوق (ره) ط. الاسلامية طهران سنة ١٣٩٦ ه ص ١٣٦.