حديثا لعلي ، قالوا وما علم بهذا «قال : أقبلنا مرجعنا من صفين فنزلنا كربلاء ، فصلّى بنا عليّ صلاة الفجر بين شجيرات ودوحات حرمل ، ثمّ أخذ كفّا من بعر الغزلان فشمّه ، ثم قال : «اوه ، اوه ، يقتل بهذا الغائط قوم يدخلون الجنّة بغير حساب» قال : قالت جردا : وما تنكر من هذا؟ هو أعلم بما قال منك ، نادت بذلك وهي في جوف البيت (١).
٣ ـ عن هرثمة بن سليم :
عن أبي عبيدة ، عن هرثمة بن سليم قال : غزونا مع عليّ بن أبي طالب غزوة صفين ، فلمّا نزلنا بكربلاء صلّى بنا صلاة ، فلما سلّم رفع إليه من تربتها فشمّها ثمّ قال : واها لك أيتها التربة ، ليحشرن منك قوم يدخلون الجنّة بغير حساب. فلما رجع هرثمة من غزوته إلى امرأته ـ وهي جرداء بنت سمير ـ وكانت شيعة لعليّ فقال لها زوجها هرثمة : ألا أعجبك من صديقك أبي الحسين؟ لمّا نزلنا كربلاء رفع إليه من تربتها فشمّها وقال : واها لك يا تربة ، ليحشرنّ منك قوم يدخلون الجنّة بغير حساب ، وما علمه بالغيب؟ فقالت : دعنا منك أيّها الرجل ، فإنّ أمير المؤمنين لم يقل إلّا حقّا. فلمّا بعث عبيد الله ابن زياد البعث الذي بعثه إلى الحسين بن عليّ وأصحابه ، قال : كنت فيهم في الخيل التي بعث إليهم ، فلمّا انتهيت إلى القوم وحسين وأصحابه عرفت المنزل الذي نزل بنا علي فيه والبقعة التي رفع إليه من ترابها ، والقول الذي قاله ، فكرهت مسيري ، فأقبلت على فرسي حتى وقفت على الحسين ، فسلّمت عليه ، وحدّثته بالذي سمعت من أبيه في هذا المنزل ، فقال الحسين : معنا أنت أو علينا؟ فقلت اي ابن رسول الله لا معك ولا عليك. تركت أهلي وولدي
__________________
(١) في طبقات ابن سعد ح ٢٧٦ ، وتاريخ ابن عساكر ح ٦٣٦ ، وفي مقتل الخوارزمي ١ / ١٦٥ عن نشيط أبي فاطمة قال : جاء مولاي أبو هرثمة من صفين ، فأتيناه فسلمنا عليه فمرت شاة فبعرت ... وليس في لفظه «وما علم بهذا».