قال الذهبي : واستوسق الامر لعبد الملك بن مروان واستعمل على الحرمين الحجّاج بن يوسف ، فنقض الكعبة التي من بناء ابن الزبير وكانت تشعّثت من المنجنيق ، وانفلق الحجر الاسود من المنجنيق فشعبوه (١).
الحجّاج يختم أعناق أصحاب النبي (ص):
وقال الطبري بعده : ثمّ انصرف إلى المدينة في صفر ، فأقام بها ثلاثة أشهر يتعبّث بأهل المدينة ويتعنّتهم ، وبنى بها مسجدا في بني سلمة فهو ينسب إليه ، واستخفّ فيها بأصحاب رسول الله (ص) فختم في أعناقهم ، وكان جابر بن عبد الله مختوما في يده وأنس مختوما في عنقه يريد أن يذلّه بذلك.
وأرسل إلى سهل بن سعد فدعاه فقال : ما منعك أن تنصر أمير المؤمنين عثمان بن عفّان ، قال : قد فعلت ، قال : كذبت ، ثمّ أمر به فختم في عنقه برصاص (٢).
انتهاء ثورة الحرمين وقيام ثورات أخرى :
هكذا انتهت ثورة الحرمين ، وثارت معها وبعدها بلاد أخرى ، مثل ثورة التوّابين في سنة خمس وستين في الكوفة الذين خرجوا ينادون : يا لثارات الحسين! وقاتلوا جيش الخلافة بعين الوردة حتى استشهدوا ، ثمّ ثورة المختار في الكوفة سنة ست وستين ، وقيامه بقتل قتلة الحسين (ع).
ثمّ ثورات العلويين مثل زيد الشهيد وابنه يحيى (٣) ، وأخيرا ثورة
__________________
(١) تاريخ الإسلام للذهبي ٣ / ١١٥.
(٢) تاريخ الطبري ٧ / ٢٠٦ في ذكر حوادث سنة ٧٤ ه.
(٣) راجع تاريخ الطبري ، وابن الأثير ، وابن كثير في ذكرهم حوادث سني ٦٥ و ٦٦ ـ ٦٧ و ١٢١ ـ ١٢٢ و ١٢٥.