إلى الحسين يخبر بالخبر ، ووقف أصحابه يخاطبون القوم ، فقال حبيب بن مظاهر لزهير بن القين كلّم القوم ، ان شئت ، وان شئت كلّمتهم ، فقال له زهير : أنت بدأت بهذا ، فكن أنت تكلّمهم ، فقال لهم حبيب بن مظاهر : أما والله لبئس القوم عند الله غدا قوم يقدمون عليه قد قتلوا ذرّيّة نبيه (ص) وعترته ، وأهل بيته (ع) وعبّاد أهل هذا المصر المجتهدين بالاسحار والذاكرين الله كثيرا ، فقال له عزرة بن قيس : انّك لتزكي نفسك ما استطعت ، فقال له زهير : يا عزرة! انّ الله قد زكّاها وهداها ، فاتّق الله يا عزرة! فانّي لك من الناصحين ، أنشدك الله يا عزرة أن تكون ممّن يعين الضّلال على قتل النفوس الزكية ، قال : يا زهير! ما كنت عندنا من شيعة أهل هذا البيت إنما كنت عثمانيا! قال : أفلست تستدلّ بموقفي هذا انّي منهم؟ أما والله ما كتبت إليه كتابا قطّ ، ولا أرسلت إليه رسولا قطّ ، ولا وعدته نصرتي قطّ ، ولكن الطريق جمع بيني وبينه ، فلمّا رأيته ذكرت به رسول الله (ص) ومكانه منه ، وعرفت ما يقدم عليه من عدوّه وحزبكم ؛ فرأيت أن أنصره ، وأن أكون في حزبه ، وأن أجعل نفسي دون نفسه حفظا لما ضيّعتم من حقّ الله ، وحقّ رسوله (ص).
طلب الحسين (ع) المهلة :
قال وأتى العبّاس بن عليّ حسينا بما عرض عليه عمر بن سعد ، فقال له : ارجع إليهم فان استطعت أن تؤخّرهم إلى غدوة وتدفعهم عنّا العشيّة لعلّنا نصلّي لربّنا وندعوه ونستغفره فهو يعلم انّي قد كنت أحبّ الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار.
قال : وأقبل العبّاس بن عليّ يركض حتّى انتهى إليهم ، فقال : يا هؤلاء ان أبا عبد الله يسألكم أن تنصرفوا هذه العشية ، حتى ينظر في هذا الأمر فإنّ هذا أمر لم يجر بينكم وبينه فيه منطق ، فإذا أصبحنا التقينا ان شاء