مع ابن عمر :
وفيه أيضا : ان عبد الله بن عمر كان بمال له فبلغه ان الحسين بن علي قد توجه إلى العراق ، فلحقه على مسيرة ثلاث ليال ، ونهاه عن المسير إلى العراق فأبى الحسين ، فاعتنقه ابن عمر ، وقال : استودعك الله من قتيل (١).
وفي فتوح ابن أعثم ، ومقتل الخوارزمي ، ومثير الاحزان ، وغيرها ، واللفظ للأخير : انّ ابن عمر لمّا بلغه توجّه الحسين إلى العراق لحقه وأشار عليه بالطاعة والانقياد ، فقال له الحسين : يا عبد الله! أما علمت أنّ من هوان الدنيا على الله أنّ رأس يحيى بن زكريّا أهدي إلى بغيّ من بغايا بني اسرائيل ـ إلى قوله ـ فلم يعجّل الله عليهم بل أخذهم بعد ذلك أخذ عزيز مقتدر ، ثمّ قال : اتّق الله يا أبا عبد الرحمن ولا تدعنّ نصرتي (٢).
__________________
(١) تاريخ ابن عساكر ح ٦٤٥ و ٦٤٦ ، وتهذيبه ٤ / ٣٢٩ ، وقد أوردنا موجزا من الحديث. وأنساب الأشراف ح ٢١ ص ١٦٣.
(٢) الفتوح لابن أعثم ٥ / ٤٢ ـ ٤٣ ، والمقتل ١ / ١٩٢ ـ ١٩٣ ، ومثير الاحزان ٢٩ ، واللهوف ص ١٣ ، ويبدو أنّ ابن عمر حاور الحسين في هذا الأمر مرتين : أولاهما عند توجهه إلى مكة ، والثانية بعد خروجه منها متوجها إلى العراق.