سلطانهما كلّه! ليسملان أعينكم! ويقطعان أيديكم وأرجلكم! ويمثلان بكم! ويرفعانكم على جذوع النخل! ويقتلان أماثلكم وقرّاءكم أمثال حجر ابن عدي وأصحابه وهانئ بن عروة وأشباهه.
قال : فسبّوه واثنوا على عبيد الله بن زياد ودعوا له وقالوا : والله لا نبرح حتى نقتل صاحبك ومن معه! أو نبعث به وبأصحابه إلى الأمير عبيد الله سلما! فقال لهم : عباد الله! انّ ولد فاطمة رضوان الله عليها أحقّ بالودّ والنصر من ابن سميّة ، فإن لم تنصروهم فأعيذكم بالله أن تقتلوهم ، فخلّوا بين هذا الرجل وبين ابن عمّه يزيد بن معاوية فلعمري انّ يزيد ليرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين.
قال : فرماه شمر بن ذي الجوشن بسهم! وقال : اسكت أسكت الله نأمتك أبرمتنا بكثرة كلامك. فقال له زهير : : يا ابن البوّال على عقبه! ما إيّاك اخاطب ، إنّما أنت بهيمة ، والله ما أظنّك تحكم من كتاب الله آيتين ، فأبشر بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم! فقال له شمر : انّ الله قاتلك وصاحبك عن ساعة ، قال : أفبالموت تخوّفني؟ فو الله للموت معه أحب إليّ من الخلد معكم ، قال : ثمّ أقبل على الناس رافعا صوته ، فقال : عباد الله! لا يغرنكم من دينكم هذا الجلف الجافي وأشباهه ، فو الله لا تنال شفاعة محمّد (ص) قوما هرقوا دماء ذريّته وأهل بيته ، وقتلوا من نصرهم وذبّ عن حريمهم. قال : فناداه رجل فقال له: انّ أبا عبد الله يقول لك أقبل! فلعمري لئن كان مؤمن آل فرعون نصح لقومه وأبلغ في الدعاء لقد نصحت لهؤلاء وأبلغت لو نفع النصح والابلاغ.
توبة الحرّ :
وروى عن عديّ بن حرملة قال : انّ الحرّ بن يزيد لمّا زحف عمر بن