لقاء الإمام الحسين (ع) الحرّ
سار الحسين حتى نزل شراف (١) ، فلمّا كان في السحر أمر فتيانه فاستقوا من الماء فاكثروا (٢).
وسار الحسين من شراف ، فلما انتصف النهار كبّر رجل من أصحابه فقال له : مما كبرت؟ قال : رأيت النخل. فقال رجلان من بني أسد : ما بهذه الأرض نخلة قط. فقال الحسين فما هو؟ فقالا : لا نراه إلّا هوادي الخيل. فقال وأنا أيضا أراه ذلك وقال لهما : أما لنا ملجأ نلجأ إليه نجعله في ظهورنا ونستقبل القوم من وجه واحد؟ فقالا : بلى هذا ذو حسم إلى جنبك تميل إليه عن يسارك فان سبقت القوم إليه فهو كما تريد. فمال إليه فما كان باسرع من ان طلعت الخيل وعدلوا إليهم فسبقهم الحسين إلى الجبل فنزل. وجاء القوم وهم ألف فارس مع الحرّ بن يزيد التميمي ثمّ اليربوعي فوقفوا مقابل الحسين
__________________
(١) بين شراف والواقصة ميلان كان بها ثلاثة آبار كبار.
(٢) خبر لقاء الحسين مع الحر إلى آخره من تاريخ الطبري ٦ / ٢٢٧ ، وابن الاثير ٤ / ٩ ـ ٢١ ، وابن كثير ٨ / ١٧٢ ـ ١٧٤ ، وقد بدأ هذا الفصل بقوله : وهذه صفة مقتله (رض) مأخوذة من كلام أئمة هذا الشأن ، لا كما يزعمه أهل التشيع من الكذب والبهتان ، ثم جاء بسياق الطبري الذي سنلتزمه ان شاء الله ، والاخبار الطوال للدينوري ص ٢٤٨ ـ ٢٥٣ ، وأنساب الأشراف ص ١٦٩ ـ ١٧٦ ، وارشاد المفيد ٢٠٥ ـ ٢١٠ ، وإعلام الورى ٢٢٩ ـ ٢٣١ ، وقد تخيرت اللفظ من الطبري وأوجزته.