خرّيجي هذه المدرسة التي كانت شائعة في ذلك العصر يرويها المئات عن أصحابها ، وبذلك بدأ عهد جديد في تدوين الحديث بمدرسة أهل البيت (ع).
* * *
جاهد الأئمّة بعد استشهاد الحسين (ع) لاعادة الإسلام الصحيح إلى المجتمع فأعادوه حكما بعد حكم وعقيدة بعد عقيدة حتّى تمّ في نهاية هذا العهد تبليغ جميع ما جاء به الرسول ، وأبعد عنه كلّ محرّف وزائف في حدود من تقبّل منهم ، وتمّ تدوين جميع سنّة الرسول (ص) في رسائل صغيرة ومدوّنات كبيرة.
وكذلك جاهدوا في ارشاد أبناء الامّة فردا بعد فردا حتّى تكونت منهم مجتمعات إسلاميّة صالحة فيها علماء يرجعون إلى مدوّنات حديثية ، حوت كلّ ما تحتاجه أبناء الأمّة من حقائق الإسلام ، وبذلك انتهى واجب الأئمّة التبليغي في نهاية هذا العهد ، كما انتهى واجب رسول الله التبليغي في آخر سنة من حياته فقبضه الله إليه صلوات الله عليه وآله.
وكذلك اقتضت حكمة الله أن يحتجب في نهاية هذا العهد الإمام المهدي (ع) عن الانظار إلى ما شاء الله ، فأرجع شيعته إلى فقهاء مدرستهم وأنابهم عنه نيابة عامّة دون تعيين أحد بالخصوص ، وبذلك بدأ عصر غيبة الإمام المهدي الكبرى ، وناب عنه فقهاء مدرستهم في حمل أعباء التبليغ إلى اليوم وإلى ما شاء الله. كما نبيّنه في ما يلي :
نيابة الفقهاء عن الإمام في حمل أعباء التبليغ
مارس خرّيجو مدرسة أهل البيت (ع) حمل أعباء التبليغ على عهد الأئمّة تدريجيا ، وتكامل عملهم في عصر غيبة الإمام الصغرى ، وتنامى في