عن طريقهم. وكذلك استبصر الفرد بعد الآخر حتّى تكونت منهم جماعات اسلاميّة واعية ، ومن الجماعات الواعية مجتمعات اسلاميّة صالحة قائمة على أسس من المعرفة الإسلامية الصحيحة ، وعند ذاك احتاجوا إلى مرشدين فعيّن لهم الأئمّة من يقوم بذلك وينوب عنهم في أخذ الحقوق المالية ، فكانوا يرجعون إلى الوكلاء النوّاب في ذينك تارة ، وأخرى يجتمعون بامامهم إذا تيسّر لهم السفر إليه.
وإلى جانب ذلك ساعدت الظروف أحيانا الأئمّة منذ الإمام الباقر (ع) على تكوين حلقات دراسيّة يحضرها الأمثل فالأمثل من أهل عصرهم ، يحدّثهم الإمام فيها عن آبائه عن جدّه الرسول (ص) تارة ، ويروي لهم عن جامعة الإمام علي (ع) تارة أخرى ، وثالثة يبين لهم الحكم دون ما اسناد ، وتوسّعت تلك الحلقات على عهد الإمام الصادق (ع) حتّى بلغ عدد الدارسين عليه أربعة آلاف شخص ، وكان تلاميذهم يدونون أحاديثهم في رسائل صغيرة تسمّى بالاصول ، دأبوا على ذلك حتّى بلغوا عصر المهدي ، ثاني عشر أئمّة أهل البيت (ع) ، وغاب عن أنظار الناس وارجع بدءا شيعته أينما كانوا إلى نوّابه الأربعة التالية أسماؤهم :
أ ـ عثمان بن سعيد العمري.
ب ـ محمّد بن عثمان بن سعيد العمري.
ج ـ أبو القاسم حسين بن روح.
د ـ أبو الحسن علي بن محمّد السمري.
ومارس هؤلاء النيابة عن الإمام زهاء سبعين عاما يتوسّطون بينه وبين الشيعة حتّى تعوّدت الشيعة على الرجوع إلى نوّاب الإمام وحدهم في ما ينوبهم ، وألّف في هذا العصر ثقة الإسلام الكليني أوّل موسوعة حديثيّة في مدرسة أهل البيت (ع) أسماها الكافي ، جمع فيها قسما كبيرا من رسائل