توجّه الإمام الحسين (ع) إلى العراق
خطبة الإمام (ع):
وفي مثير الاحزان بعد المحاورة السابقة : ثمّ قام خطيبا فقال : الحمد لله وما شاء الله ، ولا قوّة إلّا بالله ، خطّ الموت على ولد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة ، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف ، وخير لي مصرع أنا لاقيه ، كأنّي بأوصالي تقطّعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء ، فيملأن منّي أكراشا جوفا وأحوية سغبا ، لا محيص عن يوم خطّ بالقلم ، رضا الله رضانا أهل البيت ، نصبر على بلائه ويوفّينا أجور الصابرين ، لن تشذّ عن رسول الله لحمته ، وهي مجموعة له في حظيرة القدس ، تقرّبهم عينه وينجز بهم وعده ، من كان باذلا فينا مهجته ، وموطّنا على لقاء الله نفسه ، فليرحل معنا فإنّي راحل مصبحا إن شاء الله (١).
لفت نظر :
لم نتوخّ في إيراد هذه المحاورات تسجيلها حسب تسلسلها الزماني أو المكانيّ كي نبحث عنها ثمّ نرتّب تدوينها حسبما يؤدي إليه البحث لانّا
__________________
(١) مثير الاحزان ص ٢٩ ، وفي اللهوف ص ٢٣ انه خطب بها في مكة لما عزم على الخروج وفي لفظه «أجربة سغبا».