والله! فأمر بدابّته فاسرجت ثمّ حمله فردّه عليها (١).
قال الدينوري : فلمّا كان اليوم الرابع جلس مسلم بن عقبة ، فدعاهم إلى البيعة ، فكان أوّل من أتاه يزيد بن عبد الله بن ربيعة بن الأسود ، وجدّته أمّ سلمة زوج النبي (ص). فقال له مسلم : بايعني. قال : أبايعك على كتاب الله وسنّة نبيه (ص). فقال مسلم : بل بايع على أنّك فيء لامير المؤمنين ، يفعل في أموالكم وذراريكم ما يشاء. فأبى أن يبايع على ذلك ، فأمر به ، فضربت عنفه (٢)
وقال الطبري : دعا الناس مسلم بن عقبة بقبا إلى البيعة وطلب الامان لرجلين من قريش ليزيد بن عبد الله بن زمعة ومحمّد بن أبي الجهم فأتي بهما بعد الوقعة بيوم فقال : بايعا. فقالا : نبايعك على كتاب الله وسنة نبيّه ، فقال : لا والله لا أقيلكم هذا أبدا ، فقدّمهما فضرب أعناقهما ، فقال له مروان : سبحان الله أتقتل رجلين من قريش أتيا ليؤمنا فضربت أعناقهما ، فنخس بالقضيب في خاصرته ، ثمّ قال : وأنت والله لو قلت بمقالتهما ما رأيت السماء إلّا برقة.
قال : وأتي بيزيد بن وهب بن زمعة ، فقال : بايع. قال : ابايعك على سنّة عمر ، قال : اقتلوه. قال : أنا أبايع : قال : لا والله لا أقيلك عثرتك ، فكلّمه مروان بن الحكم لصهر كان بينهما فأمر بمروان فوجئت عنقه ثمّ قال : بايعوا على أنكم خول ليزيد بن معاوية ، ثمّ أمر به فقتل (٣).
ارسال الرءوس إلى الخليفة يزيد :
قال ابن عبد ربّه : وبعث مسلم بن عقبة برءوس أهل المدينة إلى يزيد ،
__________________
(١) تاريخ الطبري ٧ / ١١ ـ ١٢ ، وط. اوربا ٢ / ٤٢١ ، وفتوح ابن أعثم ٥ / ٣٠٠.
(٢) تاريخ الطبري ٧ / ١١ ـ ١٢ وط. اوربا ٢ / ٤١٨ ـ ٤٢٠.
(٣) الأخبار الطوال ص ٢٦٥.