وفي تاريخ اليعقوبي ، قال : اللهم ان عذّبتني بعد طاعتي لخليفتك يزيد بن معاوية وقتل أهل الحرّة فانّي إذا لشقيّ (١).
وفي فتوح ابن أعثم ، أن مسلم بن عقبة قال في وصيته للحصين بن نمير : فانظر أن تفعل في أهل مكة وفي عبد الله بن الزبير كما رأيتني فعلت بأهل المدينة. ثمّ جعل يقول : اللهم انّك تعلم أنّي لم أعص خليفة قطّ ، اللهم انّي لا أعمل عملا أرجو به النجاة إلّا ما فعلت بأهل المدينة. ثمّ اشتدّ به الأمر فمات. فغسّلوه وكفّنوه ودفنوه ، وبايع الناس للحصين بن نمير السكوني من بعده ، وسار القوم يريدون مكة ، وخرج أهل ذلك المنزل فنبشوه من قبره وصلبوه على نخلة. قال : وبلغ ذلك أهل العسكر فرجعوا إلى أهل ذلك المنزل فوضعوا السيف فيهم ، فقتل منهم من قتل وهرب الباقون ، ثمّ أنزلوه من النخلة فدفنوه ثمّ أجلسوا على قبره من يحفظه (٢).
جيش الخلافة يحرق الكعبة في حرب ابن الزبير وينشد الاراجيز :
قال المسعودي : فسار الحصين حتّى أتى مكة وأحاط بها ، وعاذ ابن الزبير بالبيت الحرام ، ونصب الحصين في من معه من أهل الشام المجانيق والعرّادات على البيت ، ورمى مع الاحجار بالنار والنفط ومشّاقات الكتّان وغير ذلك من المحروقات فانهدمت الكعبة واحترقت البنيّة.
ووقعت صاعقة فأحرقت من أصحاب المنجنيق أحد عشر رجلا فكان ذلك يوم السبت لثلاث خلون من ربيع الأول وقبل وفاة يزيد بأحد عشر يوما ، واشتدّ الأمر على أهل مكة وابن الزبير ، واتصل الاذى بالاحجار والنار والسيف فقال راجزهم :
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٥١.
(٢) فتوح ابن أعثم ٥ / ٣٠١.