ابن نمير بئسما تولّى |
|
قد أحرق المقام والمصلّى(١) |
وقال اليعقوبي : رمى حصين بن نمير بالنيران حتّى أحرق الكعبة ، وكان عبيد الله بن عمير الليثي قاصّ ابن الزبير إذا تواقف الفريقان قام على الكعبة فنادى بأعلى صوته : يا أهل الشام! هذا حرم الله الذي كان مأمننا في الجاهلية ، يأمن فيه الطير والصيد ، فاتّقوا الله يا أهل الشام ، فيصيح الشاميّون : الطاعة الطاعة ، الكرّ الكرّ ، الرواح قبل المساء ، فلم يزل على ذلك حتّى احترقت الكعبة. فقال أصحاب ابن الزبير : نطفئ النار. فمنعهم وأراد أن يغضب الناس للكعبة. فقال بعض أهل الشام إن الحرمة والطاعة اجتمعتا فغلبت الطاعة الحرمة (٢)!!
وفي تاريخ الخميس وتاريخ الخلفاء للسيوطي : واحترقت من شرارة نيرانهم استار الكعبة وسقفها وقرنا الكبش الذي فدى الله اسماعيل وكان معلّقا في الكعبة (٣)!
وقال الطبري وغيره : أقاموا عليه يقاتلونه بقيّة المحرم وصفر كلّه ، حتّى إذا مضت ثلاثة أيام من شهر ربيع الأول يوم السبت سنة ٦٤ ه قذفوا البيت بالمجانيق وحرّقوه بالنار وأخذوا يرتجزون ويقولون :
خطّارة مثل الفنيق المزبد |
|
نرمي بها أعواد هذا المسجد |
ويقول راجزهم :
كيف ترى صنيع أمّ فروة |
|
تأخذهم بين الصفا والمروة |
يعني ب «أم فروة» المنجنيق.
__________________
(١) مروج الذهب ٣ / ٧١ ـ ٧٢.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٥١ ـ ٢٥٢.
(٣) تاريخ الخميس ٢ / ٣٠٣ ، تاريخ السيوطي ص ٩.