كان «أبو تراب» كنية الامام عليّ كنّاه بها رسول الله ؛ فاتّخذها بنو أميّة نبزا للامام وسمّوا شيعته ترابيّا بهذه المناسبة ، وأصبح هذا اللقب في عرف آل أميّة وشيعتهم طعنا ، فنبزوا بها ابن الزبير أيضا.
قال ابن الاثير : قدم الحجّاج مكّة في ذي القعدة وقد أحرم بحجّة ، فنزل بئر ميمون وحجّ بالناس في تلك السنّة الحجّاج إلّا أنّه لم يطف حول الكعبة ولا سعى بين الصفا والمروة ، منعه ابن الزبير من ذلك.
قال : ولم يحجّ ابن الزبير ولا أصحابه لانّهم لم يقفوا بعرفة ولم يرموا الجمار.
قال : ولمّا حصر الحجّاج ابن الزبير ، نصب المنجنيق على أبي قبيس ورمى به الكعبة ، وكان عبد الملك ينكر ذلك أيّام يزيد بن معاوية ، ثمّ أمر به ، فكان الناس يقولون خذل في دينه (١).
وقال الذهبي : وألحّ عليه الحجّاج بالمنجنيق وبالقتال من كلّ وجه ، وحبس عنهم الميرة فجاعوا ، وكانوا يشربون من زمزم ، فتعصبهم وجعلت الحجارة تقع في الكعبة (٢).
قال ابن كثير : وكان معه خمس مجانيق ، فالحّ عليها بالرمي من كلّ مكان. ثمّ ذكر مثل قول الذهبي (٣).
احتراق الكعبة ونزول الصواعق :
وفي تاريخ الخميس بسنده قال : انّ الحجّاج رمى الكعبة بالحجارة والنيران حتّى تعلّقت بأستار الكعبة واشتعلت ، فجاءت سحابة من نحو جدّة
__________________
(١) تاريخ ابن الأثير ٤ / ١٣٦.
(٢) تاريخ الإسلام للذهبي ٣ / ١١٤.
(٣) ابن كثير ٨ / ٣٢٩.