مرتفعة يسمع منها الرعد ويرى فيها البرق ، واستوت فوق الكعبة والمطاف فأطفأت النار وسال الميزاب في الحجر ، ثم عدلت إلى أبي قبيس فرمت بالصاعقة وأحرقت منجنيقهم قدر كوّة ، وأحرقت تحته أربعة رجال ، فقال الحجّاج : لا يهولنّكم هذا فانّها أرض صواعق فأرسل الله صاعقة أخرى ، فأحرقت المنجنيق وأحرقت معه أربعين رجلا (١).
وقال الذهبي : وجعل الحجاج ، يصيح بأصحابه : يا أهل الشام ، الله الله في الطاعة(٢).
وروى الطبري وغيره عن يوسف بن ماهك قال : رأيت المنجنيق يرمى به فرعدت السماء وبرقت ، وعلا صوت الرعد والبرق على الحجارة فاشتمل عليها ، فأعظم ذلك أهل الشام فأمسكوا بأيديهم ، فرفع الحجّاج بركة قبائه فغرزها في منطقته ، ورفع حجر المنجنيق فوضعه فيه ، ثمّ قال : ارموا ورمى معهم ، قال : ثمّ أصبحوا فجاءت صاعقة تتبعها اخرى فقتلت من أصحابه اثنى عشر رجلا فانكسر أهل الشام ، فقال الحجّاج : يا أهل الشام! لا تنكروا هذا فانّي ابن تهامة ، هذه صواعق تهامة ، هذا الفتح قد حضر فابشروا انّ القوم يصيبهم مثل ما أصابكم ، فصعقت من الغد فأصيب من أصحاب ابن الزبير عدّة ، فقال الحجّاج : ألا ترون أنّهم يصابون وأنتم على الطاعة وهم على خلاف الطاعة (٣).
وجاء في تاريخ ابن كثير بعده : وكان أهل الشام يرتجزون وهم يرمون بالمنجنيق ويقولون :
__________________
(١) الطبري ٧ / ٢٠٢ في ذكر حوادث سنة ٧٣ ه.
(٢) الذهبي ، تاريخ الإسلام ٣ / ١١٤.
(٣) الطبري ، ط. اوربا ٢ / ٨٤٤ ـ ٨٤٥ ، وابن كثير ٨ / ٣٢٩. وليس فيه كلمة (خطّارة) وانما نقلناها من الأخبار الطوال ص ٣١٤.