القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك ، قال : وتكلّم جماعة أصحابه بكلام يشبه بعضه بعضا في وجه واحد ، فقالوا : والله لا نفارقك ، ولكن أنفسنا لك الفداء ، نقيك بنحورنا ، وجباهنا وأيدينا فإذا نحن قتلنا كنّا وفينا وقضينا ما علينا.
سند آخر لهذه الرواية :
وروى الطبري هذه الرواية بايجاز عن الضحّاك بن عبد الله المشرقيّ قال : قدمت ومالك بن النضر الأرحبيّ على الحسين فسلّمنا عليه ثم جلسنا إليه فردّ علينا فرحّب بنا وسألنا عما جئنا له فقلنا : جئنا لنسلّم عليك وندعو الله لك بالعافية ، ونحدث بك عهدا ، ونخبرك خبر الناس ، وإنّا نحدّثك انهم قد جمعوا على حربك فر رأيك. فقال الحسين (ع) : حسبي الله ونعم الوكيل. قال : فتذمّمنا وسلّمنا عليه ودعونا الله له قال : فما يمنعكما من نصرتي؟ فقال مالك بن النضر : عليّ دين ولي عيال ، فقلت له : انّ عليّ دينا وإنّ لي لعيالا ولكنك ان جعلتني في حلّ من الانصراف إذا لم أجد مقاتلا قاتلت عنك ما كان لك نافعا وعنك دافعا.
قال : قال : فأنت في حلّ فأقمت معه.
ثمّ نقل الضحاك الخبر السابق بايجاز (١).
الحسين ينعى نفسه ويوصي اخته بالصبر :
روى الطبري عن عليّ بن الحسين بن عليّ ، قال : إنّي جالس في تلك العشيّة التي قتل أبي صبيحتها ، وعمتي زينب عندي تمرّضني إذ اعتزل أبي بأصحابه في خباء له وعنده حويّ مولى أبي ذرّ الغفاري (٢) وهو يعالج
__________________
(١) الطبري ٢ / ٣٢١ ـ ٣٢٢ ط. أوربا.
(٢) ورد في مقتل الخوارزمي وغيره في خبر مقتله بلفظ «جون».