قال : ومن هو صاحب الرأس يا أمير المؤمنين؟ قال : الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، قال: فمن أمّه؟ قال : فاطمة بنت محمّد (ص).
فقال الحبر : يا سبحان الله هذا ابن (بنت) نبيّكم قتلتموه في هذه السرعة؟ بئس ما خلّفتموه في ذريته ، والله لو خلّف فينا موسى بن عمران سبطا من صلبه لكنّا نعبده من دون الله ، وأنتم إنّما فارقكم نبيّكم بالامس فوثبتم على ابن نبيّكم فقتلتموه. سوءة لكم من أمّة! قال : فأمر يزيد بكرّ (١) في حلقه ، فقال الحبر : ان شئتم فاضربوني أو فاقتلوني أو قرّروني ، فانّي أجد في التوراة أنه من قتل ذريّة نبي لا يزال مغلوبا أبدا ما بقي ، فإذا مات يصليه الله نار جهنّم (٢).
شاميّ يطلب عترة الرسول (ص) جارية له :
روى الطبري عن فاطمة بنت الحسين انّها قالت : انّ رجلا من أهل الشام أحمر قام إلى يزيد ، فقال : يا أمير المؤمنين هب لي هذه ـ أتخذها أمة ـ (٣) يعنيني وكنت جارية وضيئة فأرعدت وفرقت ، وظننت انّ ذلك جائز لهم وأخذت بثياب عمّتي (٤) زينب ، قالت : وكانت عمتي زينب أكبر منّي وأعقل ، وكانت تعلم أنّ ذلك لا يكون ، فقالت : كذبت والله ولؤمت ، ما ذلك لك وله. فغضب يزيد فقال : كذبت والله ان ذلك لي ، ولو شئت ان أفعله لفعلت. قالت : كلا والله! ما جعل الله ذلك لك إلّا أن تخرج من ملّتنا ، وتدين بغير ديننا ، قالت : فغضب يزيد واستطار ثم قال : ايّاي
__________________
(١) أي : بضرب في حلقه.
(٢) فتوح ابن أعثم ٥ / ٢٤٦.
(٣) ما بين الخطين في مقاتل الطالبيين ص ١٢٠.
(٤) في الأصل : أختي محرف.