الأصغر (١) وهو منبسط على فراش له وهو مريض وإذا شمر بن ذي الجوشن في رجّالته يقولون: ألا نقتل هذا؟ قال : فقلت : سبحان الله أنقتل الصبيان؟! إنّما هذا صبيّ. قال : فما زال ذلك دأبي أدفع عنه كل من جاء حتّى جاء عمر بن سعد فقال : ألا لا يدخلنّ بيت هؤلاء النسوة أحد ، ولا يعرضنّ لهذا الغلام المريض ، ومن أخذ من متاعهم شيئا فليردّه عليه ، قال : فو الله ما ردّ أحد شيئا ، قال : فقال علي بن الحسين : جزيت من رجل خيرا فو الله لقد دفع الله عنّي بمقالتك شرا (٢).
قاتل الحسين يطلب الجائزة :
قال : فقال الناس لسنان بن أنس : قتلت حسين بن علي وابن فاطمة ابنة رسول الله ، قتلت أعظم العرب خطرا ؛ جاء إلى هؤلاء يريد أن يزيلهم عن ملكهم ، فأت أمراءك فاطلب ثوابك منهم ، وانّهم لو أعطوك بيوت أموالهم في قتل الحسين كان قليلا. فأقبل على فرسه وكان شجاعا وكانت به لوثة ، فأقبل حتى وقف على باب فسطاط عمر بن سعد ثمّ نادى بأعلى صوته :
أوقر ركابي فضّة وذهبا |
|
أنا قتلت الملك المحجّبا |
قتلت خير الناس أمّا وأبا |
|
وخيرهم إذ ينسبون نسبا |
فقال عمر بن سعد : أشهد إنّك لمجنون ما صححت قطّ ، أدخلوه عليّ. فلمّا أدخل حذفه بالقضيب ، ثمّ قال : يا مجنون أتتكلّم بهذا الكلام! أما والله لو سمعك ابن زياد لضرب عنقك.
نجاة عقبة بن سمعان وأسر المرقع :
قال : وأخذ عمر بن سعد عقبة بن سمعان ، وكان مولى للرباب بنت
__________________
(١) لم يكن بعلي الأصغر ، وكان قد ولد له محمد الباقر يوم ذاك ، بل هو علي الأوسط.
(٢) الطبري ٢ / ٣٦٧ ط. اوربا.