وحفروا للشهداء من أهل بيته وأصحابه الذين صرعوا حوله ، ممّا يلي رجلي الحسين (ع) ، وجمعوهم فدفنوهم جميعا معا ، ودفنوا العبّاس بن علي (ع) في موضعه الذي قتل فيه على طريق الغاضريّة حيث قبره الآن (١).
إخبار الخليفة يزيد بقتل الحسين (ع):
روى الطبري بسنده وقال : لمّا قتل الحسين وجيء بالاثقال والاسارى حتّى وردوا بهم الكوفة إلى عبيد الله ، فبينا القوم محتبسون ، إذ وقع حجر في السجن معه كتاب مربوط وفي الكتاب : خرج البريد بأمركم في يوم كذا وكذا إلى يزيد بن معاوية وهو سائر كذا وكذا يوما ، وراجع في كذا وكذا ، فان سمعتم التكبير فأيقنوا بالقتل ، وان لم تسمعوا تكبيرا فهو الامان ان شاء الله ، قال : فلمّا كان قبل قدوم البريد بيومين أو ثلاثة إذا حجر ألقي في السجن ، ومعه كتاب مربوط وموسى ، وفي الكتاب أوصوا واعهدوا فانّما ينتظر البريد يوم كذا وكذا ، فجاء البريد ولم يسمع التكبير ، وجاء كتاب بأن سرّح الأسارى إليّ. (٢)
إرسال أسارى آل البيت (ع) إلى عاصمة الخلافة الشام :
روى الطبري أيضا وقال : إنّ عبيد الله أمر بنساء الحسين وصبيانه فجهزن وأمر بعليّ بن الحسين فغلّ بغلّ إلى عنقه ، ثمّ سرّح بهم مع محفّز بن ثعلبة العائذيّ عائذة قريش ، ومع شمر بن ذي الجوشن ، فانطلقا بهم حتّى قدموا على يزيد ، فلم يكن عليّ بن الحسين يكلّم أحدا منهما في الطريق كلمة حتّى بلغوا.
وفي فتوح ابن أعثم : قال : دعا ابن زياد زحر بن قيس الجعفي ، فسلّم
__________________
(١) ارشاد المفيد ص ٢٢٧.
(٢) الطبري ط. اوربا ٢ / ٣٨٠.