من الشقاق ، فإني أخاف عليك فيه الهلاك ، وقد بعثت إليك عبد الله بن جعفر ، ويحيى بن سعيد ـ أخا الوالي ـ فأقبل إليّ معهما ، فإنّ لك عندي الامان ، والصلة والبرّ وحسن الجوار .. فذهبا بالكتاب ولحقا الإمام الحسين ، واقرأه يحيى الكتاب فجهدا به. وكان ممّا اعتذر به أن قال : إني رأيت رؤيا فيها رسول الله (ص) ، وأمرت فيها بأمر أنا ماض له عليّ كان أو لي ، فقالا : فما تلك الرؤيا؟ قال : ما حدثت بها أحدا وما أنا محدث بها حتّى ألقى ربّي (١).
وكتب الإمام الحسين (ع) في جواب عمرو بن سعيد : أمّا بعد فانّه لم يشاقق الله ورسوله من دعا إلى الله عزوجل وقال إنّني من المسلمين ، وقد دعوت إلى الأمان والبرّ والصلة ، فخير الامان أمان الله ، ولن يؤمن الله يوم القيامة من لم يخفه في الدنيا ، فنسأل الله مخافة في الدنيا توجب لنا أمانه يوم القيامة ، فان كنت نويت بالكتاب صلتي وبرّي ، فجزيت خيرا(٢).
كتاب عمرة بنت عبد الرحمن :
وفي تاريخ ابن عساكر : كتبت إليه عمرة بنت عبد الرحمن تعظّم عليه ما يريد أن يصنع ، وتأمره بالطاعة ولزوم الجماعة ، وتخبره أنّه إنّما يساق إلى مصرعه ، وتقول : اشهد لحدّثتني عائشة انّها سمعت رسول الله (ص) يقول : يقتل حسين بأرض بابل ، فلما قرأ كتابها ، قال : فلا بدّ لي إذا من مصرعي ، ومضى (٣).
__________________
(١) الطبري ٦ / ٢١٩ ـ ٢٢٠ ، وابن الأثير ٤ / ١٧ ، وابن كثير ٨ / ١٦٧ ، وفي ١٦٣ منه بايجاز ، وارشاد المفيد ص ٢٠٢ ، وتاريخ الإسلام للذهبي ٢ / ٣٤٣.
(٢) في الطبري وابن الاثير ، وابن كثير تتمة للخبر السابق.
(٣) تاريخ ابن عساكر بعد الحديث ٦٥٣. وعمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الانصارية المدنية أكثرت عن عائشة ، ثقة ، من الثالثة ، ماتت قبل المائة. تقريب التهذيب ٢ / ٦٠٧.