المغيرة المخزومي : خلعت يزيد كما خلعت عمامتي ، ونزعها عن رأسه ، وقال : انّي لأقول هذا وقد وصلني وأحسن جائزتي ، ولكنّ عدوّ الله سكّير خمّير. وقال آخر : خلعته كما خلعت نعلي. وقال آخر : خلعته كما خلعت ثوبي ، وقال آخر : قد خلعته كما خلعت خفّي ، حتّى كثرت العمائم والنعال والخفاف ، وأظهروا البراءة منه وأجمعوا على ذلك. وامتنع منه عبد الله بن عمر ، ومحمّد بن علي بن أبي طالب ـ (ع) ـ وجرى بين محمّد خاصّة وبين أصحاب ابن الزبير فيه قول كثير ، حتّى أرادوا اكراهه على ذلك ، فخرج إلى مكّة وكان هذا أوّل ما هاج الشرّ بينه وبين ابن الزبير ، واجتمع أهل المدينة لاخراج بني أمية عنها ، فأخذوا عليهم العهود ألّا يعينوا عليهم الجيش ، وأن يردّوهم عنهم فان لم يقدروا على ردّهم لا يرجعوا إلى المدينة معهم.
السجّاد (ع) يؤوي حريم بني أميّة :
قال : فأتى مروان عبد الله بن عمر فقال : يا أبا عبد الرحمن! انّ هؤلاء القوم قد ركبونا بما ترى ، فضمّ عيالنا ، فقال : لست من أمركم وأمر هؤلاء في شيء ، فقام مروان وهو يقول : قبّح الله هذا أمرا وهذا دينا. ثمّ أتى عليّ بن الحسين (ع) فسأله أن يضمّ أهله وثقله ففعل ، ووجّههم وامرأته أمّ أبان بنت عثمان إلى الطائف ومعها ابناه : عبد الله ومحمّد(١).
وقال الطبري وابن الأثير : وقد كان مروان بن الحكم كلّم ابن عمر لمّا أخرج أهل المدينة عامل يزيد وبني أميّة في أن يغيب أهله عنده فلم يفعل ، فكلّم عليّ بن الحسين وقال: يا أبا الحسن! انّ لي رحما ، وحرمي تكون مع حرمك. فقال : افعل. فبعث بحرمه إلى عليّ بن الحسين ، فخرج بحرمه
__________________
(١) الاغاني ١ / ٣٤ ـ ٣٥.