فقتل عمرو بن قرظة بن كعب وكان مع الحسين وكان عليّ أخوه مع عمر بن سعد فنادى عليّ بن قرظة يا حسين! يا كذّاب ابن الكذّاب! أضللت أخي وغررته حتّى قتلته! قال : انّ الله لم يضلّ أخاك ولكنّه هدى أخاك وأضلّك! قال : قتلني الله ان لم أقتلك! أو أموت دونك! فحمل عليه فاعترضه نافع بن هلال المراديّ فطعنه فصرعه ، فحمله أصحابه ، فاستنقذوه فدووي بعد فبرأ.
مبارزة يزيد بن سفيان والحر :
وروى عن أبي زهير العبسيّ ان الحرّ بن يزيد لمّا لحق بحسين قال يزيد بن سفيان من بني شقرة وهم بنو الحارث بن تميم : أما والله لو انّي رأيت الحرّ بن يزيد حين خرج لأتبعته السنان ، قال : فبينا الناس يتجاولون ويقتتلون والحرّ بن يزيد يحمل على القوم مقدما ويتمثّل قول عنترة :
ما زلت أرميهم بثغرة نحره |
|
ولبانه حتّى تسربل بالدمّ |
وإن فرسه لمضروب على اذنيه وحاجبه وإن دماءه لتسيل ، فقال الحصين بن تميم ـ وكان على شرطة عبيد الله ـ ليزيد بن سفيان : هذا الحرّ بن يزيد الذي كنت تتمنّى قال : نعم ، فخرج إليه فقال له : هل لك يا حرّ بن يزيد في المبارزة؟! قال : نعم ، قد شئت ، فبرز له قال : فأنا سمعت الحصين بن تميم يقول : والله لبرز له فكأنّما كانت نفسه في يده فما لبثه الحرّ حين خرج إليه ان قتله.
قال : وقاتلوهم حتى انتصف النهار أشدّ قتال خلقه الله وأخذوا لا يقدرون على أن يأتوهم إلّا من وجه واحد لاجتماع أبنيتهم وتقارب بعضها من بعض. قال فلمّا رأى ذلك عمر بن سعد أرسل رجالا يقوّضونها عن ايمانهم وعن شمائلهم ليحيطوا بهم قال فأخذ الثلاثة والأربعة من أصحاب الحسين يتخلّلون البيوت فيشدّون على الرجل وهو يقوّض وينتهب فيقتلونه ويرمونه من