ثعلبة ، فكان ثعلبة يخرج المخّ على منبر النبيّ (ص) يأكله ويأكل عليه التمر ليغيظ أهل المدينة (١).
وقال الدينوري : فقال الحجّاج لأصحابه : تجهّزوا للحجّ ـ وكان ذلك في أيام الموسم ـ ثمّ سار من الطائف حتّى دخل مكّة ونصب المنجنيق على أبي قبيس ، فقال الاقيشر الاسدي :
[ف] لم أر جيشا غرّ بالحج مثلنا |
|
ولم أر جيشا مثلنا غير ما خرس |
دلفنا لبيت الله نرمي ستوره |
|
بأحجارنا زفن الولائد في العرس |
دلفنا له يوم الثلاثاء من منى |
|
بجيش كصدر الفيل ليس بذي رأس |
فإلّا ترحنا من ثقيف وملكها |
|
نصلّ لايام السباسب والنحس |
فطلبه الحجّاج فهرب. وأناخ الحجاج بابن الزبير ، وتحصّن منه ابن الزبير في المسجد ، واستعمل الحجّاج على المنجنيق ابن خزيمة الخثعمي ، فجعل يرمي أهل المسجد ويقول :
خطّارة مثل الفنيق الملبد |
|
نرمي بها عوّاذ أهل المسجد(٢) |
قال المسعودي : وكتب الحجّاج إلى عبد الملك بحصار ابن الزبير وظفره بأبي قبيس ، فلمّا ورد كتابه كبّر عبد الملك ، فكبّر من معه في داره ، واتّصل التكبير بمن في جامع دمشق فكبّروا ، واتّصل ذلك بأهل الاسواق فكبّروا ، ثمّ سألوا عن الخبر فقيل لهم : انّ الحجاج حاصر ابن الزبير بمكّة وظفر بأبي قبيس ، فقالوا : لا نرضى حتّى يحمله إلينا مكبّلا ، على رأسه برنس ، على جمل يمرّ بنا في الاسواق ، هذا الترابي الملعون (٣)!
__________________
(١) تاريخ ابن الاثير ٣ / ١٣٥.
(٢) الأخبار الطوال ص ٣١٤.
(٣) مروج الذهب ٣ / ١١٣.