والله ربّ العرش لا نفارق |
|
جموعكم أو تغمد البوارق (١) |
قال الطبري : ففعل ذلك مرارا فبصر به مرّة بن منقذ بن النعمان العبديّ ثمّ الليثيّ فقال : عليّ آثام العرب ان مرّ بي يفعل مثل ما كان يفعل ان لم أثكله أباه ، فمرّ يشدّ على الناس بسيفه فاعترضه مرّة بن منقذ فطعنه فصرع واحتوشه (٢) الناس فقطّعوه بأسيافهم.
وقال الخوارزمي : ضربه منقذ بن مرّة العبدي على مفرق رأسه ضربة صرعه فيها ، وضربه الناس بأسيافهم ، فاعتنق الفرس فحمله الفرس إلى عسكر عدوّه ، فقطعوه بأسيافهم اربا اربا ، فلمّا بلغت روحه التراقي نادى باعلى صوته : يا أبتاه! هذا جدّي رسول الله قد سقاني بكأسه الأوفى شربة لا أظمأ بعدها أبدا وهو يقول لك : العجل فانّ لك كأسا مذخورة ، فصاح الحسين ... (٣).
وروى الطبري : عن حميد بن مسلم الأزدي قال : سماع أذني يومئذ من الحسين يقول: قتل الله قوما قتلوك يا بنيّ ، ما أجرأهم على الرحمن وعلى انتهاك حرمة الرسول ، على الدنيا بعدك العفاء. قال : وكأنّي أنظر إلى امرأة خرجت مسرعة كأنّها الشمس الطالعة تنادي : يا أخيّاه ويا ابن أخاه! قال : فسألت عنها فقيل : هذه زينب ابنة فاطمة بنت رسول الله ، فجاءت حتّى أكبّت عليه ، فجاءها الحسين ، فأخذ بيدها فردّها إلى الفسطاط ، وأقبل الحسين إلى ابنه ، وأقبل فتيانه إليه فقال : احملوا أخاكم. فحملوه من مصرعه حتّى وضعوه بين يدي الفسطاط الذي كانوا يقاتلون أمامه.
__________________
(١) مقتل الخوارزمي ٢ / ٣٠ ـ ٣١.
(٢) في الطبري : واحتوله.
(٣) مقتل الخوارزمي ٢ / ٣١.