وبإمعان النظر في الآية المباركة نجد أنّه قد جاء في صدرها لفظ (ادْعُونِي) وفي ذيلها استعمل لفظ (عِبادَتِي) ، وهذا شاهد جليٌّ على أنّ المقصود من هذه الدعوة هو دعوة واستغاثة خاصة في مقابل موجودات يعتقد أنّها تمتلك صفات الإله.
قال الإمام السجاد عليهالسلام في دعائه :
«فسمّيت دعاءك عبادة وتركه استكباراً وتوعّدت على تركه دخول جهنم داخرين». (١)
وربّما وردت في إحدى الآيتين ذاتي المضمون الواحد لفظة الدعوة ، ووردت في الآية الأُخرى لفظة الدعاء ، مثل قوله تعالى :
(قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً ...). (٢)
وفي آية أُخرى يقول سبحانه :
(قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا ...). (٣)
وفي آية أُخرى :
(... وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ). (٤)
فقد استعمل في هذه الآية لفظ (تَدْعُونَ) وفي نفس الوقت استعمل لفظ (تَعْبُدُونَ) في آية أُخرى تحمل نفس المضمون وهي قوله تعالى :
__________________
(١). الصحيفة السجادية ، دعاء ٤٥. والمقصود الآية ٦٠ من سورة غافر.
(٢). المائدة : ٧٦.
(٣). الأنعام : ٧١.
(٤). فاطر : ١٣.