الفرد الكاذب ، ولا ريب انّ التوجّه نحو الإنسان الكاذب يكون مضاداً لهداية الناس وإرشادهم الذي هو غرض البعثة.
وبعبارة أُخرى : انّ العلاقة بين الدليل والمدلول تارة تكون علاقة خاصة مثلاً : انّ العقل يحكم بوجود العلاقة المباشرة بين النظم ودخالة العقل والشعور في ذلك النظم ، وكذلك برهان الإمكان فإنّه يحكم بالملازمة القطعية بين وجود الممكن واستناده إلى الواجب ، ففي هذين الموردين وغيرهما من الموارد تكون العلاقة بين الدليل والمدلول علاقة خاصة ومستقيمة ، وهذه العلاقة غير موجودة في غير ذلك من الأدلّة والنسب.
وتارة تكون العلاقة بين الدليل والمدلول علاقة عامّة بمعنى أنّه يقع عدد من القضايا الكثيرة تحت إطار دليل ما وهذه القضايا تثبت بصورة عامّة وإن كانت كلّ واحدة من هذه القضايا في حدّ ذاتها لها دليل خاص بها ، فعلى سبيل المثال كلّما أثبتنا صدق إنسان بعد تعرضه لاختبارات كثيرة ثمّ إنّ هذا الإنسان أخبر بقضايا مختلفة فإنّنا حينئذٍ نعلم بصدق كلامه في جميع تلك القضايا علماً شخصياً ولكن في نفس الوقت لا مانع من أن يكون لكلّ قضية دليلها الخاص ، فمثلاً لو أخبر عن قضايا بعضها تتعلّق بالحقل الاجتماعي وأُخرى في الأُمور الطبيعية وثالثة بالمسائل الكيمياوية وغير ذلك ، فنحن ولا ريب انطلاقاً من كونه صادقاً نذعن بكلامه ونصدق خبره ، ولكن ذلك لا يمنع أن يكون لكلّ واحدة من تلك القضايا دليلها الخاص الذي يثبت صدقها عن طريق الحس والتجربة أو العقل.
إنّ مسألة كون الله حكيماً يُعدّ برهاناً كلياً على صدق ما يدّعيه الأنبياء في الأُصول والفروع ، وانّ ما يدّعونه ليس مخالفاً للواقع بشهادة أنّهم قد زوّدوا