مستحكمة ، أو من خلال اعتماد الطرق الرسمية والإدارية والاستعانة بالعوامل الداخلية أو الخارجية واعتماد ذلك كلّه ليكوّن الملاك لنيل ذلك المقام السامي.
فإذا ما أردنا أن نحلّل القضية بصورة أدق ونوضح أنّه لما ذا تكون مسألة النبوة أو الإمامة خارجة عن مجال الانتخابات والشورى وانّها أسمى وأجلّ من أن تخضع لهذه الأساليب والمناهج نقول :
يوجد في الواقع مقامان :
مقام ومنصب يتحقّق من خلال العوامل والأسباب الخارجة كالوكالة التي قد تتحقّق من خلال الانتخابات وصناديق الاقتراع ، وقد تحصل من خلال تنصيب المقامات العليا.
المقام الثاني هو المقام الذي لا يخضع بحال من الأحوال للانتخابات أو التنصيب البشري فعلى سبيل المثال : مقام النبوغ أو التقوى ، أو الشاعرية ، أو كون الإنسان مخترعاً أو مكتشفاً أو كاتباً أو مؤلفاً أو كونه بطلاً في ميادين الرياضة ، فإنّ هذه المقامات لا معنى لاعتماد منهج الترشيح والانتخاب فيها ، لأنّ النابغة نابغة سواء انتخب أو لم ينتخب ، بل حتى لو لم يعترف أحد بنبوغه ، وكذلك الأمر في الكاتب فانّه كاتب كذلك ، وهكذا الأمر في الشاعر ، فهل يوجد عاقل في الدنيا يمنح الشاعر صفة الشاعرية من خلال الانتخاب أو التنصيب؟!!
فمقام ومنصب كلّ من ابن سينا نابغة الفلسفة المشائية وشهاب الدين السهروردي أُستاذ الفلسفة الإشراقية ، وسيبويه رجل الأدب العربي ، والمحقّق الحلّي أُستاذ الفقه الشيعي و ... جزء من ذاتهم ولم يمنح لهم من خلال عملية