يذكرونها ويتمسّكون بها في محاوراتهم ومعاملاتهم من غير نكير ، فهي بالعمل مجبورة وبالشهرة معتضدة فيكون حجة.
ويرد عليه : أنه إن أريد انجبارها بالشهرة المتنية فهي ليست مشهورة إلّا في ألسنة المتأخرين وهي غير كافية ، بل اشتهارها عندهم أيضا ليس إلّا بنقل بعضهم عن بعض في مقام الاحتجاج وردّه ، وهذا ليس من الشهرة الجابرة فإنه لو ذكر واحد حديثا ضعيفا ثم ذكره الجميع ناقلا عنه ردّا للاستدلال به لا يحصل له الشهرة المتنية الجابرة ، وحال تلك الثلاثة من ذلك القبيل كما ترى أنه استدل نادرا بالأول في مقام إثبات كون الأمر للندب وذكره الباقون نقلا منه فردّوا عليه وكذلك الثانيان ، وإن أريد الشهرة المدلولية فهي ممنوعة وإن كان الفتوى في بعض جزئيات مدلولها مشهورة وهي غير اشتهار المدلول ، فالظاهر عدم حجية تلك الأخبار وعدم صلاحيتها لإثبات الأحكام المخالفة للأصول إلّا أن يكتفى في انجبار الخبر الضعيف بالشهرة المحكية أيضا كما هو المحتمل بل الأظهر فإنه يمكن القول بحجية تلك الأخبار حيث إنّه نسب بعضهم القول بوجوب الإتيان بما يتمكّن به من الأجزاء إلى الأكثر (١) انتهى.
ولا يخفى أنّ من ردّ الاستدلال بهذه الأخبار من حيث الدلالة يظهر منه صحة السند عنده وإلّا كان له الأولى ردّه به ، وعلى هذا لو قيل إنّ مشهور المتأخرين اعتمدوا على هذه الأخبار كان في محلّه فتأمّل.
__________________
(١) عوائد الأيام : ٢٦٢.